ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

تهميش مديرية الريدة وقصيعر (شرقستان): معاناة مستمرة وصوت يطالب بالإنصاف

تهميش مديرية الريدة وقصيعر (شرقستان): معاناة مستمرة وصوت يطالب بالإنصاف

كتب / عمرو حسن العساني
السبت 30 نوفمبر 2024

تعيش مديرية الريدة وقصيعر، الواقعة شرق المكلا في محافظة حضرموت، حالة من التهميش المزمن، حيث يفتقر سكانها إلى أبسط الخدمات الأساسية مقارنةً ببقية المديريات الأخرى في المحافظة.

هذه المعاناة المتفاقمة دفعت أبناء المديرية إلى إطلاق اسم “*#شرقستان*” للتعبير عن شعورهم بالعزلة والتمييز، وكأنهم يعيشون في كيان منفصل.

*شرقستان: الاسم والمعنى*

لم يأتِ اسم “*#شرقستان*” من فراغ، بل يحمل في طياته احتجاجاً صامتاً وصاخباً في آنٍ واحد على سياسات التهميش المتعمد.
يعكس المصطلح شعور السكان بأنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وأن مديريتهم غائبة عن خريطة الخدمات والاهتمام في حضرموت.

*الكهرباء: أزمة مزمنة وشاهد حيّ على الإهمال*

تعد أزمة الكهرباء أبرز أوجه المعاناة في المديرية. في فصل الشتاء البارد  ، يعاني السكان من انقطاعات كهربائية تصل إلى أكثر من 18 ساعة يومياً.

هذا الإهمال يثير تساؤلات مشروعة بين الأهالي:

لماذا تُهمل المديرية بهذا الشكل..؟

أين تذهب مخصصاتها..؟

*بارقة أمل*

رغم المعاناة المستمرة ، شهدت محطة التوليد بالمديرية تحسناً ملحوظاً في القدرة التوليدية مؤخراً بعد تعيين المهندس عوض محمد بن العريبي العليي مديراً لها.

وبفضل الجهود التي بذلها المهندس عوض العليي، واستثماره للإمكانيات المحدودة المتاحة، وبالتعاون مع الطاقم الفني في المحطة، تم إصلاح عدد من المولدات، مما أسهم في زيادة القدرة التوليدية للمحطة.

لكن ، رغم هذا التحسن، تواجه المحطة مشكلة أخرى تتمثل في قلة الكميات المخصصة من الوقود التي تصل إلى المديرية.

وفي حال توفر الوقود الكافي، يمكن للمحطة أن تحقق 8 ساعات من التشغيل يومياً، مقارنة بالجداول السابقة التي كانت تقتصر على ساعة تشغيل مقابل ساعتين من الانقطاع.

ورغم تحسن القدرة التوليدية، لا تزال المحطة بحاجة إلى صيانة عمرية وإدخال مولدات إضافية للخدمة، وهو ما يتطلب مبالغ مالية كبيرة ودعماً مالياً من السلطة المحلية بالمحافظة.

*خيبة أمل جديدة*

لكن هذه التحسينات اصطدمت بعقبات جديدة.
على الرغم من زيادة عدد ساعات التشغيل الكهربائي في المديريات الأخرى بالمحافظة ، استُثنيت مديرية الريدة وقصيعر وحيدة ، حيث استمرت معاناتها بجدول تشغيل مسائي لا يتجاوز 6 ساعات، ما يعني انقطاعات تصل إلى 18 ساعة يومياً.

حيث يرفض المسؤولؤن عن الوقود بالموسسة العامة للكهرباء في تزويد كهرباء الريدة وقصيعر بالكميات الكافية من الوقود لتحقيق جدول تشغيل عادل ومساوٍ لبقية المديريات ، مما يعزز شعور السكان بأن هناك استهدافاً مقصوداً لمديريتهم.

*تساؤلات ملحة حول التمييز*

يثير هذا التمييز الواضح تساؤلات مشروعة بين السكان:

لماذا لا تُراعى احتياجات المديرية الجغرافية والسكانية عند توزيع الوقود والمخصصات..؟

هل هناك مصالح شخصية أو سياسية أو مناطقية تمنع تحقيق العدالة..؟

*مطالب عادلة لسكان مديرية الريدة وقصيعر*

لا يطالب أبناء الريدة وقصيعر بأكثر من حقوقهم.
بل يريدون جدول كهرباء عادلاً كبقية المديريات الاخرى ، يخفف من معاناتهم اليومية.

كما يناشدون الجهات المعنية في المحافظة التحقيق بشكل عاجل في أسباب سوء توزيع المخصصات، والعمل على رفع التهميش عنهم.

*العدالة تقتضي المساواة: أوقفوا استثناء الريدة وقصيعر*

مديرية الريدة وقصيعر جزء أصيل من حضرموت، ويجب أن تحصل على نصيبها العادل من الخدمات.

استمرار التهميش لن يؤدي إلا إلى تعميق مشاعر الظلم والاستياء بين أبنائها.

حان الوقت لاتخاذ خطوات حاسمة تعيد الحقوق المسلوبة، وتحقق العدالة في توزيع الخدمات.

الكرامة الإنسانية لا يجب أن تكون رهينة للجغرافيا أو للحسابات الخاصة ، بل حقٌ للجميع دون تمييز.

إغلاق