طوفان الأقصى الضربة التي أوجعت الصهاينة ..!!
كتب / ناصر التميمي
الاحد 15 اكتوبر 2023
هكذا قالوا عنه ،الجيش الذي لايقهر ،والجيش الاسطوري وأقوى جيوش العالم ،وهلمجرا من الألقاب الهلامية، التي لاتسمن ولاتغني من جوع ،واعطوه حجماً أكبر من حجمه ،هذا الجيش الخرافي لم يصمد دقائق معدودات أمام استبسال ابطال كتائب الشهيد عزالدين القسام التي استطاعت التوغل إلى المستوطنات الصهيونية في غلاف غزة واحتلت قواعد والوية عسكرية كبيرة بأسلحة خفيفة ،رغم الأسلحة و الاجهزة الحديثة والمتطورة التي يمتلكها الجيش الصهيوني ،إلا أنها لم تمنع توغل المجاهدين الفلسطينيين إلى أكثر من خمسين مستوطنة صهيونية في الغلاف .
يوم السابع من اكتوبر ٢٠٢٣م هو يوم فاصل ومنعطف تاريخي هام سيسجله التاريخ بأحرف نور لحركة حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد القسام ،والتي حققت نصر عظيم واصابت الجيش الصهيوني بمقتل ،وهو اسوة بنصر ٦ اكتوبر ١٩٧٣م التي تحقق للعرب بعد تمكنت القوات المصرية والسورية من عبور خط بارليف وسقطت مع اسطورة الجيش الذي لايهزم ،وما قامت حركة حماس من عمل عسكري وبطولي واستخباراتي في عبور غلاف غزة واختراق سياج العدو الصهيوني رغم كاميرات المراقبة والأسلحة المتطورة التي انهارت مع قوات العدو في دقائق ،وهذا العمل البطولي اعاد للامة العربية والاسلامية مجدها ،وهو عمل بطولي عجزت جيوش تمتلك الأسلحة المتطورة عن تحقيقه ،فما بالكم في كتائب القسام التي تمتلك أسلحة بسيطة ومحاصرة من كل العالم فانتصرت ،كيف لو كانت تمتلك عتاد عسكري متطور لتمكنت من محو الدولة الصهيونية من على أرض فلسطين في ساعات .
ماتتعرض له غرة اليوم من ابادة جماعية للسكان من قبل الصهاينة ،في ظل موقف عربي اسلامي متذذب ومتراخي غزة تدمر بيت بيت وحجر حجر والكل يتفرج على كل الجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ،وما نسمع إلا بيانات الادانة فقط ،امريكا والغرب حركوا الأساطيل وحاملات الطائرات والأسلحة المحرمة دوليا لنصرة اخوتهم،بينما عجزت الدولة العربية والإسلامية عن تحريك الٱغاثة العاجلة من ادوية وغذاء ووقود وملابس وبطانيات وفتح المعابر لنقل الحالات الإنسانية العاجلة والتي تحتاج علاج في الخارج بسبب قلة الأدوية وتدمير المستشفيات من قبل الاحتلال الصهيوني الذي لم يعد يفرق بين الحجر والشجر والطفل والكهل والمرأة كل شيء أصبح هدف للطائرات الصهيونية التي لديها ضؤ أخضر امريكي واوربي ،وصمت تام وغير مبرر من قبل الأمم المتحدة التي لاتزال مختبئة في غرف مقرها وكأن الأمر لايعنيها .
نحن العرب لدينا تجارب كثيرة مع الدول الإستعمارية في منتصف القرن العشرين ،فعلى سبيل المثال عندما أحتلت بريطانيا الجنوب العربي على مدى ١٢٩ عاما من الاستعمار ،فعندما قرر الشعب طرد الاستعمار استخدمت بريطانيا الطائرات والبوارج الحربية والإساطيل الحربية واستشهد الآلاف من شعب الجنوب ولم يستسلم ولم يخضع لسياسة المستعمر قط فواصل نضاله حتى ارغم بريطانيا على الرحيل وخرجت وهي تجر خلفها ذيول الهزيمة والغزي والعار رغم الامكانيات البسيطة ،كما نستدل بمثال آخر فما فعله الإستعمار الفرنسي في الجزائر ليس بغريب من قبل أي دولة استعمارية ،حيث أستخدم المحتل الفرنسي في الجزائر مختلف الأسلحة من البارجات البحرية والطائرات والأساطيل والصواريخ المحرمة دوليا وقتل مئات الآلاف من الشعب الجزائري الذي واصل كفاحه المسلح بأبسط الإمكانيات حتى انتصر على الإستعمار الفرنسي ،ولم تستطع فرنسا ابادة الشعب الجزائري لأنه صاحب الأرض ويمتلك قوة الحق ،فصاحب الأرض دائما هو المنتصر ولو طال الزمن ،كما يقال لأن الأرض تقاتل مع أهلها .
مهما استخدم العدوان الصهيوني من أسلحة محرمة دوليا على الشعب الفلسطيني قد ينجح في تدمير البنية التحتية والمباني ،لكنه سيفشل في انتزاع حق الشعب الفلسطيني في تحرير ارضهم من قلوب الفلسطينيين الذين يرفضون بقوة احتلال ارضهم من قبل الصهاينة مهما كلفهم الأمر وسيظلون يدافعون عنها وعن الأقصى الشريف إلى أن يتم طرد آخر جندي صهيوني من ارضهم الطاهرة ،فعملية طوفان الأقصى أثبتت أن الشعب الفلسطيني قادر على انتزاع حقه من بين مخالب الإحتلال الصهيوني عاجلا ام آجلا ،ولايغرنكم القوة التي يمتلكها العدو ،فشعب فلسطين يمتلك أقوى الأسلحة وهي(( قوة الحق )) وسيواصل جهاده ضده العدوان والكفرة أعداء الإسلام ،فالضربة التي تعرضت لها دولة الصهاينة كانت موجعة وكشفت خرافة الجيش الأسطوري الذي انهار في لحظات بسيطة منذ بدء عملية طوفان الأقصى ..الضربة التي أوجعت الصهاينة ..!!