نيران متصاعدة وإمكانيات متواضعة

كتب / عمر بازهير
الاحد 11 مايو 2025

يشكو سكان تريم من تزايد حوادث الحريق في الورش والمصانع الصغيرة، حيث تتسبب أبسط الشرارات في كوارث تهدد الأرواح والممتلكات. يعود ذلك بشكل كبير إلى الإهمال الواضح في تطبيق أدنى معايير السلامة؛ فترى الأسلاك الكهربائية المتآكلة تتدلى بلا اكتراث، والمواد القابلة للاشتعال تخزن بجوار مصادر اللهب دون أدنى رقابة، وغياب تام لأجهزة الإطفاء الأولية كطفايات الحريق.
الأكثر إيلامًا هو غياب سيارة إطفاء مجهزة في المدينة، مما يجعل الاستجابة للحوادث بطيئة ومحدودة الفعالية. يعتمد الأهالي في إخماد النيران على وسائل بدائية وجهود فردية غالبًا ما تكون غير كافية للسيطرة على الوضع المتفاقم.
اتهامات للسلطة وتجاهل للمسؤولية الفردية:
يوجه الكثير من أهالي تريم أصابع الاتهام إلى السلطات المحلية، محملين إياها مسؤولية التقصير في توفير وسائل الحماية المدنية وتفعيل الرقابة على المنشآت الصناعية والتجارية. هذا الغضب الشعبي يعكس إحساسًا بالإهمال وعدم الاكتراث بسلامة المواطنين وممتلكاتهم.
لكن في خضم هذه الاتهامات، يغيب صوت العقل الذي يوجه الأنظار نحو المسؤولية الفردية. فالسلامة المهنية تبدأ من داخل كل ورشة ومصنع، من الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية، وتوفير معدات السلامة للعاملين، والحرص على صيانتها بشكل دوري. إن انتظار وصول سيارة الإطفاء بعد وقوع الكارثة هو تفكير معكوس، فالأولوية يجب أن تكون لمنع وقوع الحريق من الأساس.
غياب الوعي.. شرارة الكارثة الحقيقية:
المشكلة الأعمق تكمن في غياب الوعي بأهمية السلامة المهنية. ادت إلى تهاون وتقصير في اتخاذ الاحتياطات اللازمة. الكثيرون لا يدركون حجم المخاطر المحدقة بهم وبغيرهم نتيجة الإهمال وعدم الالتزام بمعايير السلامة الأساسية.
إن التفكير في عواقب الحريق بعد وقوعه هو بمثابة مشاهدة نهاية فيلم مأساوي. العقل السليم يقتضي التفكير مليًا قبل وقوع الكارثة، واتخاذ كافة التدابير الوقائية لحماية الأرواح والممتلكات.
دعوة للتحرك قبل فوات الأوان:

كما يجب على السلطات المحلية أن تضطلع بدورها في تفعيل الرقابة الصارمة على المنشآت، وتطبيق القوانين واللوائح المتعلقة بالسلامة المهنية، والعمل بشكل عاجل على توفير سيارة إطفاء مجهزة للمدينة وتعزيز قدرات الدفاع المدني.
….. أتمنى من السلطه تشكيل لجنة لوضع أساسيات السلامه المهنيه وكل ورشه لم تلتزم وجب إغلاقها…

.