بهيمة تعيد ذهبا لأصحابه بعد ضياعه(5) سنين

مقال لـ / لطفي باجندوح
الأحد 23 يونيو 2024م
في بعض أرياف وادي حضرموت كان لأحدهم قطيع صغير من الأغنام وكعادة أصحاب القرى يتعهد جميع أفراد الأسرة بتربية المواشي والعناية بها في مأكلها ومشربها وذات يوم كانت هناك امرأة تعتني بقطيعها وتقدم له بعض الغذاء والماء فانسل منها سلسال ذهب في وعاء الماء من دون أن تشعر به وضلت تبحث عنه فلم تجده ويئست منه تماما ومن العثور عليه .
مرت الأيام وانقضت الأعوام ولم يعد ذلك السلسال من اهتمامات المرأة ونسيته البتة وبعد قرابة الخمسة أعوام وجد رب الأسرة أن يذبح ضانة كانت لديه لم تعد تنجب وامتلأت جوانبها باللحم والشحم فعارضه بشدة بعض أفراد أسرته كون لحم الضأن لن يكون كغيره من اللحم في جودته وأرشدوه إلى بيعها بدلا من ذبحها ولكن الرجل أصر إصرارا عجيبا وألح إلحاحا غريبا على ذبحها وكان قراره هو النافذ وتم ذبحها فعلا وأثناء تنظيف كرشها وجد أحد أبنائه شيئا غريبا بين فرثها فلما تفحصوه ورجعوا إلى أنفسهم وجدوا أنه ذلك السلسال الثمين الذي فقدوه قبل خمس سنوات فكانت الدهشة والفرحة العارمة بعودة متاع يئسوا من العثور عليه منذ بضع سنين .وبهذا تكون البهيمة الأمينة قد أدت ماعليها من أمانة بعد سنوات من الضياع لتخلد لنا درسا وعبرة في أن الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين وأن المال الحلال والحق الزلال لابد أن يعود لأصحابه ولو بعد حين.
رسالة إلى كل من طوقت عنقه أمانات الناس ولم يؤدها متعمدا وربما امتلأت بطنه بحقوقهم المغصوبة ومستحقاتهم اعلم أنك يوما ما ستتقيأ ما أكلت من حقوق للناس برضاك أو بغير رضاك لتعيد ما اغتصبت لأصحابه وأما إن مت ولم تؤدِ ما عليك فالنار ستتكفل بكل ظلوم غشوم وكل جبار عنيد ..وهناك رسالة أخرى إلى كل من وقع عليه ظلم أو ضاع له حق ولم يستطع إرجاعه اعلم أن عند الله لن تضيع الحقوق ولابد من يوم يعود في الحق إلى أصحابه والمال إلى طلابه ولو بعد عشرات السنين.