اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الفتاة التي ماتت بلا عيد !

الفتاة التي ماتت بلا عيد !

كتب / روان الاميري

أُحب العيد ، أُحب مُصافحة الأيادي ، عناق الأهل والأصحاب ، المنازل المُعطرة ، فرحة الأطفال ، الزيارات الحميمة ، التهنئات المليئة بالحُب ، المُفرقعات وهيَ تُزين السماء ، تكبيرات المساجد ، وكُل تفاصيل العيد المُبهجة ، ولكن كُل عامًا يأتي يأخذ شيءً معهُ ، تدريجيًا وجدت نفسي بِلا عيد، فقدت كُل ما ذُكر أو ربما قايضتني الحياة قسرًا بهِ ، بِلا عيدًا بتُ ، و بِلا وطنًا ، أتجول بوجهًا لا زينة تكسوه ، بجسدًا تفوح منهُ رائحة الماضي، اسأل من ذا الذي نهب مدخراتي ! أختلسني وأنا نائمة بجانب ملابسي الجديدة أنتظر أمي توقظني ، وأبي يُخبرني بأنني جميلة ، كيف سُرقت أعيادنا ! من هوَ اللص ؟ بِلا عيدًا أصبحنا، أيامنا تمضي في لهثًا مُستمر، لم نعد نستطيع أن نجلب قطعة قماشًا لنتزين بها، ولا لقمة لنسد بها جوعنا الدائم ، نعيش في ظلامًا دامس لا تصلهُ أنوار الأعياد، ولا أصوات افراحه، بلا عيدًا أصبحتُ ..هكذا يقولون؛ هُناك فتاة أخذت غفوة صباح العيد ولم تدرك بأنها ماتت أثناءها ، يا لها من مسكينة ، لا زالت لا تعلم ، كُل عام تنتظر العيد ولا يأتي، تظن بأنها اضاعتهُ وهيَ نائمة ، لذلك في العام القادم تُقرر ألا تنام، تضع الحناء على أصابعها ولا تدرك بأن احمرارها دليلًا على مقتلها ، تُقاوم النعاس بشدة ، ويأتي عيدها المنشود، تركض فرحة إليه ، وقبل أن تحتضنه .. تسمع أحدهم يهمس : ها هيَ الفتاة التي ماتت بلا عيد! ومن حينها لم تعد تشعر بشيء، لم تمُت أثناء نومها كما زعموا بل وهيَ غارقة في سعادتها، باللحظة التي أدركت بأنهم قد اغتالوها، مثلما اغتالوا كُل شيءً جميل، باللحظة التي تحولت المُفرقعات إلى رصاصات هوجاء، والتكبيرات نداءًا للاستشهاد، والحياة موتًا متواصل، والعيد في جعبة لصوص الوطن.

روان الاميري

إغلاق