اذاعة سيئون .. والخيارات المتعددة.
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : عبد الباسط باصويطين.
26 سبتمبر 2023
الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس اذاعة سيئون، الذي يصادف اليوم الثلاثاء السادس والعشرين من سبتمبر، ليس من اجل البهرجه والتمنطق بالكلام المنمق عن مشوار الاذاعه خلال هذه الفترة، وإنما هو احتفال بتجربه فريدة، تجلت فيها كثير من القيم الحميدة المثلى والمعاني العظيمة التي جسدها القائمون على هذا الصرح الاعلامي سواء من قضوا نحبهم او من الذين ظلوا متواصلين على مدى تلك السنين حتى يومنا هذا، و كذلك الذين التحقوا بعدهم لمواصلة مشوار العطاء بالاذاعة.
الكل يدرك أن الإذاعة عملت على نحو ربع قرن بجهود تطوعيه مائة بالمائه، من قبل المشتغلين فيها الذين لا هم لهم الا خدمة مجتمعهم وأهاليهم،لكون الاذاعه تقدم خدماتها في الجوانب الاجتماعية كاعلانات الوفيات والمناسبات الاهلية والمفقودات وكل عمل ونشاط يحيط بالمجتمع ويرتبط بالناس جميعا، وظل مفهوم التطوع عالقا في اذهان العاملين بالاذاعه بعد ان تم اعتماد موازنة تشغيليه لها من قبل الحكومة التي اذا تم قياسها بالمجهود الذي يبذل في اعداد البرامج واداء النوبات الاذاعية فهي في محل عمل تطوعي طالما ان قيمته لاتعادل المجهود المبذول لاجله.
تحمل المشتغلون باذاعة سيئون هذه المعاناة، ومرروها، حبا في خدمة اهاليهم الذين لايبخلون عليهم بكلمات الثناء والاشادة التي تخفف وتقلل من حجم تلك المعاناة، حينما يسمعون بهكذا إطراء ومدح في أكثر من مناسبة، وأكثر من مكان، ويعد ذلك اعترافا منهم بالجهود المضنية بالإذاعة التي لا يميزون فيها بين الايام الاعتيادية وأيام الاعياد مبتعدين عن أهاليهم وابنائهم، حريصين على رسم الفرحه لدى المستمعين في مثل هذه المناسبات ولايتحدثون في كم سيتقاضونه في ايام العيد، بل ان همهم رضا المستمعين فقط عن ما قاموا باعدادة وتقديمةمن مواد وبرامج ، ولاذكر في لسانهم لغير ذلك. ومن باب إعطاء الخبز لخبازه ولو أكل نصفه.
نعم ايها الاخوة الكرام.. ان الحديث عن تجربة اذاعة سيئون على مدى 50 عاما مضت، تستحق التأمل، والبحث من قبل من بيده القرار عن تعويض المنتسبين للاذاعه، خلال السنوات القادمة ليظل هذا المنبر الاعلامي صامدا.. اولا باعتماد تكلفة لمبنى الاذاعة، لتستقر من تنقلاتها من مبنى لآخر، وليندفع المشتغلون لملاحقة ما تظهره التكنولوجيا من ابتكارات وابداعات حديثة يتوجب التعامل معها، والا فإن الظروف ستلفظ من ابتعد عنها ويصبح في ذيل القائمة.
لست مبالغا في طرحي، وانما اسوقه لمن يدرك اهمية ذلك وهم كثر من صانعي القرار، الذين البعض منهم يجري وراء التلميع، مستخدما ادواته في تحقيق ذلك، وينسى ان الاعلام رساله، وان المتلقي يستوعبها اليوم، لانه ليس كما كان بالأمس. وان الفضاء مليئ بالخيارات المتعددة.
المقالات التي يتم نشرها لاتعبر بالضرورة عن سياسة الموقع بل عن رأي كاتبها فقط