حضرموت الغائبة عن مشاورات الرياض: من يدافع عن مصالحها؟

تاربة_اليوم /كتابات واراء
كتب / أ. طارق عمر العامري
5 يوليو 2025
في ظل المشاورات السياسية الجارية في الرياض والتي تهدف إلى صياغة مستقبل اليمن وتقاسم النفوذ، يبرز تساؤل مهم وخطير: أين حضرموت من كل هذا؟
هل من المنطق أن تبقى أكبر محافظات اليمن مساحة، وأكثرها ثقلًا اقتصاديًا، خارج دائرة التأثير؟ إن غياب الحضور الحضرمي الحقيقي – سواء من خلال تمثيل رسمي أو صوت سياسي موحد – يُعد خسارة لحضرموت أولًا، وللمشهد الوطني ثانيًا. ولهذا الغياب عدة تأثيرات سلبية تستحق الوقوف عندها. منها تهميش الحقوق والمطالب الحضرميةعندما يغيب ممثلو حضرموت عن المشاورات، تغيب قضاياهم الأساسية مثل: الإدارة الذاتية، الحكم الذاتي ، تمكين أبناء المحافظة، وتوزيع الثروات. لا أحد يطالب، ولا أحد يدافع، فيضيع الحق بين طموحات الآخرين.
اما في جانب انعدام التوازن الجغرافي والسياسي فان أي مشاورات تُقصي مكامن القوة الاقتصادية والموقع الجيوسياسي كحضرموت، تفقد جانبًا من شرعيتها. فكيف تُبنى دولة بمشاورات لا تمثل جميع مناطقها؟ بل تهمل اكثر المتاطق اسهاما في رفد الاقتصاد بسنبه 80% من الناتج القومي هذا يفتح الباب لاحقًا للطعن في مخرجات تلك المشاورات بل ورفضها شعبيًا من قبل الحضارم.
ان المشاورات السياسية هي سوق تفاوضي مفتوح، من يحضر يفاوض، ومن يغيب يخسر. غياب الحضارم يعني ضياع فرصة ثمينة لانتزاع ضمانات لمستقبلهم السياسي والاقتصادي والأمني.
وهذا يعطي استحقاق
لتمثيل حضرموت بالوكالة
عندما لا يمثل الحضارم أنفسهم، تتسلل أطراف أخرى لتتكلم باسمهم، وربما تفرض أجندات لا تعبر عنهم، بل تكرّس التبعية والتهميش
ولعل الحديث عن غياب حضرموت عن مشاورات الرياض دون التوقف عند الانقسام الحضرمي – الحضرمي، الذي أصبح أحد أبرز العوامل التي عطّلت توحيد الموقف، وشلّت قدرة أبناء المحافظة على تشكيل وفد موحد يمثل صوتهم الحقيقي.
هذا الانقسام تجلّى في عدة صور منها
تعدد المكونات السياسية والمدنية الحضرميّة، وتنازعها على التمثيل.
صراع بين المصالح الشخصية والفئوية، على حساب المصلحة العامة.
خضوع بعض الأطراف لضغوط أو تبعية لقوى خارجية، ما أفقدهم الاستقلالية.
بينما تتحدّ بعض المكونات الأخرى حول أجندة موحدة وتحضر بقوة، يشتت الانقسام الحضرمي الجهد والقرار، ويمنح الآخرين فرصة للحديث باسم حضرموت دون وجه حق.
حضرموت بحاجة إلى وفد موحد وصوت قوي يشارك في مشاورات الرياض، لا ليتسوّل حقًا، بل لينتزع مكانه المستحق في أي ترتيبات قادمة.
فمن لا يحضر في لحظة القرار، سيُفرض عليه ما يُقرره الآخرون.
والبداية يجب أن تكون من الداخل: بتجاوز الخلافات، وتوحيد الكلمة، وتقديم المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
اخيراً نقول ان حضرموت تستحق أن تُدار بإرادة أبنائها، لا بوصاية الآخرين.