وقفة عُمُر لا دقيقة

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : سليمان مطران
15 ابريل 2025
ما إن أنهيت من استئناف كتابة الموضوع الاسبوعي لصحيفة(30نوفمبر) إلا و حطت سحابة الحزن اسبالها من الحزن و الأسى على من جالسوه دقائق معدودات إلا أنها أشد وجعا على من عرفوه عُمْرا كان لهم نعم الاب المربى خارج اسوار العائلة و عضد الاخ عند إنكسارهم، إنها حكمة الله إن جعل بعض آياته غير مخفية بل ظاهرة في سلوكيات خص بها بعض عباده، آيات من قيم واخلاق و اخلاص في القيام باعمالهم و اداء رسالاتهم يدعون الله ان يرونها تمشي على الارض، و أدرى أن منهم قد رأى جهده واخلاصه وقَرَّت عينه بمشاهدة حصاد ثمار ما ذراه ومنهم :
الاستاذ، المشارك، المدير، العميد، الاستشاري،
عضو الهيئة الاستشارية لمجلس الارشاد الأسري بالوطن العربي.. رئيس قسم الاعلام الاسبق بجامعة حضرموت د. محمد سالم بن جمعان رحمة الله عليه، كل هذا التاريخ من العلم و القيمة العلمية و المكانة الأكاديمية و الحضور الاخلاقي يستحق وقفت عُمُر تذكُر و استزادة لا دقيقة حداد .
في قاعة بلقيس للافراح بالمكلا اشار اليه أبني محمد هامسا لى : (ذاك استاذي الدكتور محمد بن جمعان) أخذني اليه مقدما تعريفا لبعضنا يليق بمكانة الاب و استاذه ، ذلك اثناء حضوري حفل تخرج الدفعة الاولى للقسم .
بعد ذلك بأشهر جاء لزيارتى ، حقيقة أخجلني بتواضعه الجم و حديثه عن الاعلام و تجربة سنة اولى قسم صحافة و اعلام و طموحة العالى ان يرى القسم كلية صحافة و اعلام .
إن الحديث عن الصحافة والاعلام مع قامة اكاديمية في المجال الاعلامي بالنسبة لى اشبه بأنجم الثريا متعة للناظر و ملهمة للشعراء، كنت منصتا اليه غير مقاطع له و كان من بين الحضور ثلاثة من ابناءه خرجي الدفعة ذاتها (محمد بازهير، محمد باحفين، محمد سليمان) يوزعون نظراتهم الينا و نحن في تحاورنا مع إيماءة رؤوسهم تأكيدا لما نقوله .
إن رحيل مثل هولاء (القلة) في الصفات العلمية و العطاءات العملية الطيبة الذكر لا يكون نعيهم اسقاط واجب وانما ذكرى وفاء و اعتراف بفضل و فائهم و جميل عطائهم و حزنا على فقدانهم .
اللهم ارحم من كان وفيا في عمله مخلصا لاداء رسالته حريصا ان تبقى ذكراه طيبة يتبادلها شهود الله في الارض .