ما نجح فيه الآخرين، فشلت في استحضاره المكونات الحضرمية.

كتب / سالم صلاح مدفع
السبت 19/أكتوبر/2024م
إن نجاح أي تحرك شعبي ميداني يرتكز على عوامل البناء السابقة ما بين المكون الرامي لاستحضار الشعب في تحركه الميداني، وجموع الشعب المناصر والمؤيد لذلك التحرك.
إن العلاقة المبنية والمتواصلة بين المكونات وامتدادها في الشارع تنعكس على أي تحرك ميداني بتفاعل جلي من جموع المناصرين، وربما يتجاوزهم الى تحريك الفئة الصامتة من جموع الشعب والتي تنظر بإيجابية لذلك التحرك والمكون الداعي له.
إن ما يلاحظ في حضرموت هو غياب الثقة بين المكونات الحضرمية وجموع الشعب وذلك من خلال عدم المشاركة الفاعلة في تحركات حلف قبائل حضرموت والتي تجاوزت الشهرين دون فاعلية كبرى للمجتمع المدني، والذي اكتفى فقط بالمتابعة والتشكيك في نوايا الحلف وأهدافه من ذلك التحرك.
والحقيقة يدركها المجتمع بأن غياب فعل التمثيل المشترك في هرم وقيادة تلك المكونات كانت عامل رئيسي في عدم مشاركة المجتمع الفاعلة.
فالقيادات الهرمية للمكونات الحضرمية فئوية ولا تعبر عن التنوع الثقافي والديمغرافي لحضرموت؛ وهو ما يجعل المجتمع في حالة من عدم القبول والمناصرة لتلك المكونات وأن كانت مطالبها عامة في ظاهرها.
بينما في المقابل تجد مكونات أخرى تستطيع استحضار الشارع والمجتمع المدني وبزخم كبير وذلك باعتمادها على فئة الكادحين بمختلف مستوياتهم، مما يكسبها قبول وتحرك واسع في الحشد والمناصرة داخل المحافظة.
وغير بعيد عنا بأنهم قبل أيام قد نجحوا في إثبات ذلك.
إن عوامل بناء أي مجتمع وتحقيق تطلعات أبنائه يتحقق بالعمل المشترك والمتوازي بين فئات المجتمع ككل، وإنه كلما استأثرت فئة وعملت جاهدة على تهميش الفئات الأخرى كتب لها التراجع، وبحث المجتمع المدني بفئاته المختلفة عن مكونات أخرى تشركهم وتحقق تطلعاتهم في مستقبلهم.