نرجسية البخيتي والقيسي

كتب / عبدالمجيد السامعي
الاحد 18 اغسطس 2024.
تابعت الحلقة الذي منتجها الأخ على البخيتي مع الأستاذ عصام القيسي بخصوص الإلحاد والأدلة العقلية على وجود الله ، حاول البخيتي تحويل كل الإثباتات على أنها أدلة على القوة التي كانت سبب في وجود الكون وليست أدلة على وجود الله المذكور في الكتب السماوية.
من الصعب إثبات ذاتية محددة لكنه الله كما يطلب أهل الإلحاد ، لأن من اوجد هذالكون الفسيح بتفاصيله لا يمكن أن تحيط به عقلية الإنسان المحدودة، فهو قد أخبرنا بشكل مسبق عبرالكتب السماوية أنه لاتدركه الأبصار، وليس كمثله شيئ، وأنه الأول والآخر والظاهر والباطن وهوعلى كل شيئ قدير .
يستكر على البخيتي في مجمل نقاشاته كيف تناول القران عبارات الشتائم للمخالفين وهوكتاب قادم من لدن الله الكامل المنزه عن النقائص، ويستدل بالآية الواردة في سورة الجمعة التي تصف المخالفين بالحمير( مثل الذين حملوا التطوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا).
لم يفهم البخيتي رغم دراسته في كلية الشريعة أن من صميم الإعتقاد الصحيح عند المسلم الإيمان بأن الله جل جلاله ليس كمثله شيئ، بمعنى ليس له لسان كألسن المخلوقين ، ولاينطق بكلمات تشبه كلام المخلوقين ، وانما انزل الوحي بالكيفية التي يعلمها على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة المخلوق جبريل، وعليه فتكون سياقات الكلمات الواردة في القرآن بهذالخصو من متطلبات الكلام العربي لأن الله منزه عن النقائص.
واليكم الخلاصة من صفحة الأستاذ عصام القيسي الذي قال :
واحدة من الأسباب التي تجعلني معتقدا أن لا جدوى من الحوار مع الأخ علي حول قضايا الدين والإلحاد هي أن اللغة بيننا ليست في مستوى واحد كما هو الحال بين المنتسبين إلى مجال علمي واحد. فقد يسيء فهم عبارات يسمعها ويقولها ما لم تقل، بناء على فهمه القاصر لها، فإذا صححنا له فهمه ألقى بتهمة “الترقيع”. فالترقيع عنده هو أي إجراء يعطل ماكينته. هذا سيجعل الحوار عقيما نسبيا.
على سبيل المثال: علي يقول في تسجيله الأخير إني قد حسمت النقاش لصالح الإلحاد عندما قلت إنه لا يوجد دليل منطقي لإثبات وجود الله. والذي يراجع كلامي لن يجد عبارة بهذه الصيغة. حديثي كان عن دليل العقل الضروري، ويسمى أيضا دليل المنطق الصوري، وهو شيء مختلف عن الدليل المنطقي، هذا الأخير أشمل من الأول. الدليل المنطقي يشمل أدلة المنطق الصوري وغيرها من الأدلة التي يبنيها صاحب الاحتجاج. أدلة المنطق الصوري هي مقولات المنطق التي يشترك فيها الناس جميعا وتولد بميلاد عقولهم، مثل قولنا 1+1= 2، وقولنا إن الجزء دائما أصغر من الكل. أما الدليل المنطقي فهو يشمل ذلك وغيره.
مثلا: عندما أتتبع دلائل النبوة في القرآن الكريم، وأبني منها دليلا على صدق دعوى النبي فهذا يسمى دليلا منطقيا أيضا، إذا بني وفق المنهج الاستدلالي المتعارف عليه. وتسميتي له بالدليل الكفائي لا يعني أنه ليس دليلا منطقيا أو أنه ليس دليلا قطعيا من كل الوجوه. بل هو دليل منطقي ودليل قطعي أيضا لكن من جهة الذات المؤمنة به وليس من جهة كونه دليلا صوريا مثل 1+1=2.
فتسميتي له بالدليل الكفائي مقصود بها أنه دليل كاف بالنسبة لصاحبه المؤمن، أي دليل قطعي بالنسبة له، يكفيه للإيمان بصدق الدعوى، لكنه ليس دليلا يرغم الجميع على الإيمان به كما هو حال الدليل الصوري. وبإمكان الراغب أن يتحايل عليه بصورة من الصور!..
والنقطة المهمة هي أن دليل إثبات وجود الله لا بد أن يكون كفائيا من هذا النوع، ولا يصح أن يكون قطعيا من درجات القطع الثلاث، ما دام أن الله لم يشأ إرغامنا على الإيمان به وأراد امتحان قلوبنا. وكأنه تعالى يقول: الأدلة كافية لمن أراد أن يراها، وغير كافية لمن أراد التعنت والكذب على نفسه..
لاحظوا كم احتجت من السطور للرد على جزئية بسيطة في الحوار، فكم سأحتاج من الوقت والجهد للرد على كل خطأ أو سوء فهم؟!. لهذا أتحاشى الدخول في حوارات من هذا النوع، خصوصا وأن مساحة الموضوع قيد النقاش واسعة جدا جدا لا يكفيها شهر من النقاش والمراددة.