الإمتحانات في حضرموت بين عناد السلطة وإضرابات المعلمين

مقال لـ / عبدالعزيز عسكر
الخميس 6 يونيو 2024
*ونحن على مشارف تدشين الإمتحانات الوزارية بالجمهورية اليمنية، نهاية الشهر الجاري، اعلنت إدارة التربية بمحافظة حضرموت إجراء الإمتحانات لطلاب التعليم الثانوي في موعدها برغم توقف مدارس التعليم الحكومي لأكثر من أربعة أشهر نتيجة للإضرابات التي دعت إليها نقابات المعلمين منذ نهاية فبراير الماضي .*
*ومع إقتراب موعد الإمتحانات بدات تظهر أصوات تدعو لتمرير الامتحانات فيما تعترض الغالبية العظمى من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.*
*أن مسألة تأجيل الإمتحانات في محافظة حضرموت اصبحت أمراً ملحاً، خاصةً في ظل تأزم الاوضاع التربوية في المحافظة. أن المسالة ليست في تنفيذ الإمتحانات فقط ، بل أيضاً في عدم إكمال الطلاب للمناهج الدراسية و دون تهيئتهم نفسياً أو معرفياً لخوضها.*
*يرى المعترضون ان إستخدام السلطة لطريقة المقاولين في تشطيب إمتحانات الصف الثالث الثانوي بطريقة عشوائية، تمثل إهانة للمعلم وجريمة في حق الطلاب، وتعتبر وصمة عار في جبين التربية والتعليم، واستهزاء بمعايير التنشئة والتكوين و نظريات واساليب التعليم .*
*فيما لو أمضت السلطة وعودها ونفذت الإمتحانات دون اكمال المقررات الدراسية، يتساءل المعترضون باي وجه سيلوم الموجه التربوي معلم المادة إذا تأخرت خطته الدراسية عن المخطط لها بدرس أو درسين ، في حين تم حذف مقررات فصل دراسي كامل عن طلاب محافظة حضرموت .*
*وبأي تقدير واحترام سيتقبل المعلم ملاحظات المشرف التربوي حول طرائق تدريس المادة، إذ أن مقررات فصل دراسي كامل تم شطبها بجرة قلم دون أن تبدي الخبرات التربوية ورواد التعليم و الموجهون و الأخصائيون التربويون اعتراضهم عن هذا الإجراء الخطير .*
*على المسؤولين عن هذا القرار الإجابة، كيف سيمتثل المعلمين لاحقا لتطبيق نظريات التعليم، وطرائق التدريس، وأساليب التدرج في المعلومات، وترابط الدروس، إذا تم إسقاط فصل دراسي كامل عن كافة الطلاب، دون ان يرف لهم جفن.*
*ان المسؤولين عن قرار إجراء الامتحانات دون إستكمال المناهج التعليمية، عليهم الاجابة على المدى الطويل، هل يستطيع طلابنا التعويض عن هذا النقص في التأهيل خلال مسيرتهم التعليمية مستقبلا ؟!*
*فإن استطاعوا استكمال تعليمهم دون معوقات, فهذا يثبت فشل المنظومة التعليمية برمتها, والتي يمكن للطلاب الاستغناء عنها.*
*وإن لم يستطيعوا استكمال مسيرتهم التعليمية المستقبلية، فالسؤال لماذا نسمح لهم بالامتحان دون إكمال المقررات الدراسية ؟!*
*ان احترام الطبيب لشرف مهنته توجب عليه ان يستوفي علاجات مريضة وأن يحرص على أستكمالها ، وهي نفس الأخلاقيات التي توجب على المعلمين الحرص على إكمال المناهج للطلاب وعدم المشاركة في هذه المسرحية الهزلية التي تغمط حق الطلاب في الحصول على تأهيل معرفي طبيعي، أسوة بزملائهم في المحافظات الأخرى.*
*إن الشهادة في ذاتها ليست غاية، وانما وسيلة إثبات أهلية الطالب, و بلوغه درجة من التحصيل المعرفي تؤهله لاستكمال مسيرته التعليمية القادمة دون عوائق، إن تمرير هذه المهزلة تفقد الشهادة قيمتها المعنوية وتصبح مجرد شهادة زور*
خالص الود