اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

ماصاحب لحية إلا وله مصلحة

ماصاحب لحية إلا وله مصلحة

كتب / محمد أحمد الجابري
الاثنين 3 يونيو 2024

لو أن حكيماً تعرفه جيداً والكل يشيد بحكمته أرشدك هل ستخالفه؟! قطعاً لا، فإذا خالفته فما هذا إلا عناد ستندم على عواقبه لاحقاً، وقد تُنعت بالمعتوه لصغر عقلك وقلة فطنتك.

ولله المثل الأعلى، وأي شي بعد كلام الحكيم حكمة وأي شي بعد هداية نبيه موعظة؟!
لحظه فقط لدي سؤال هل هذا المنهج  نزل على ناس من ناس ؟! هل هو متعلق بشخص دون آخر ؟!
بلا أدنى شك لا، كيف ذلك وهو القائل “كل نفس بما كسبت رهينة”، “وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها”، “وأمر بالمعروف وانهَ عن المنكر”، بالتمعن في الآيات القرآنية ستجدها تحث على الإجتهاد في محاسبة النفس والعمل على إصلاحها والعلو والسمو بها والتذكير بأن الشخص سيحاسب على أعماله لوحده والكل سيتخلى عنه يوم القيامة، فهل توقف الأمر على ذلك، الجواب بالطبع لا، فديننا لا يريد منا أن نكون صالحين فقط بل تعدى الأمر ذلك ليصنع منا صالحين ومصلحين بنفس الوقت فوجود الصالح في تلك القرية لم يمنع من هلاكها.

أما حالنا وواقعنا فستجد فيه العجب العجاب، أطال لحيته واجتهد على نفسه لعله يصل لمبتغاه، فماهي إلا أيام وماهو إلا موقف أو زلت قدم أو ماض عفا عنه الزمن، فإذا بالجميع ينهل عليه بالإتهامات والإدعاءات ومقولتنا الدارجة تأخذ مسارها فما صاحب لحية إلا وله مصلحة، نحن بشر وليس ملائكة فلو طلبنا النصيحة من كل مطبق لها وصالح كل الصلاح لما وجدنا أحد ينصح ولبقينا متخبطين، وهذا الآخر بدأ يكتب والآخر بدأ يتكلم بالدين والأخلاق والرابع ببودكاست تذكير بالله والخامس بنصائح وإرشادات، فإذا بأصحاب النوايا السليمة يكتبوا ويتكلموا بكل مجلس مافعل إلا لشهرةو مصلحة، هدفه كذا وغرضه ذلك ، أفتشتم عن قلبه أم قرأتم أفكاره وعلمتم نيته، فلا الناس استفادت منكم في تقديم مايفيد ولا هم سلموا من ألسنتكم، ولو كان البعض قد استغل هذا الجانب لمصالحه، ما الذي يمنعك من أن تسمع وتقرأ وتأخذ كل مايفيدك دنيا وآخره واترك أمره لله، الشي الآخر هل النصيحة والتكلم في الدين خاص ومحصور على ( المطاوعة) ؟! من متى أصبح كذلك! ولكن يبقى هذا المجتمع شغلته الشاغل الإنتقاد المفرط الذي لم نرى منه غير تحطيم وكبت هؤلاء الذين حاولوا إحراق أصابعهم ليضيؤا هذا الكون المظلم وإعطائه شي من النور بدلاً من لعن الظلام!

الكثير اغتر بالحضارة عفواً اقصد بالتدهور والإنحطاط للدول ذات القوانين الوضعية، التي لم ترى لهم بصمات غير شي من التقدم في الجانب الصناعي والتقني، فهلا خلعت الستار ونظرت لما خلفه من الإنحطاط الأخلاقي والإنساني في مجتمعات طغت عليها العقول الحيوانية بعيداً عن الفطرة السليمة، بل هل لك بتلك التي تدعي حقوق الإنسان وهي بعيده كل البعد عن ذلك، بل هل تتوقع أصلا أن يكون لهذا الإنسان حقوق عند من لم يعرفوا حق الله عليهم وحقهم على أنفسهم ؟!

عزيزي القارئ لم يذكر التاريخ دولاً كانت أكثر عزاً وعدلاً من تلك التي كان لها الإسلام  _ قرآناً وسنة _ مدرسة ومنهاجاً ودستوراً وقانوناً، ولم يذكر دولاً أكثر ظلماً وفساداً وتحجراً وحقداً من تلك التي أُغررنا بها اليوم، أليس الأولى أن نتعض بتاريخ مضى أم سنبقى نكتب لنا صفحات سوداء في التاريخ بتغافلنا وعنادنا بأننا لا نفهم، اتبعنا شهواتنا وغيرنا وبدلنا حتى وصل بنا الحال لم نعيشه اليوم وانتظر المزيد ممن لم يكن حكمه ومرده آيات ربه، وهنا كثيراً مايخطر ببالي هذا السؤال كلنا يعلم حكمة وعلم الله ولاشك في ذلك، فكيف لنا أن نخالف أمر ومنهج حكيم وعليم بكل شي ثم نطلب صلاح أحوالنا، فياللعجب !

أخيراً بدلاً من تبادل الإتهامات وتشويه سمعة بعضنا فيما ليس فيه حكم شرعي بحلال أو حرام منكر أو بدع، لو اشتغل كلا منا على نفسه وأصلح مابها من خلل وزلل فإذا رأى من أخيه شي فلينصحه بالحكمة والموعظة الحسنة على انفراد بعيداً عن التشهير والتفكه بأكل لحوم الناس في المجالس لصلحت مجتمعاتنا ونهضت أمتنا، فكفى تخذيلاً وتهويناً لبعضنا، فهلا صرفنا أنظارنا للحظات نحو القضايا التي منها سننطلق نحو غداً أفضل، ألا يستطيع الواحد منا أن يكون له منبر خاص به مهما كان منصبه وموقعه وثغره الذي يقاتل منه ليصدح في هذا الكون دعوة بأخلاقه قبل علمه.

*هكذا أرادنا الله وهكذا أراد البعض لنا وأردنا لأنفسنا فيبقى السؤال إرادتنا أولى أم إرادة الله ؟!*

*والله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.*

إغلاق