هؤلاء هم الحضارم
كتب / أبو إسامة مازن بن طالب
الاحد 25 اغسطس 2024
أهل حضرموت أهل النشامة والنخوة والصدق ، أحبكم الناس أينما وجدتم ، أنتم النخب الأول أينما حطيتم ، صنعتم التاريخ هنا وهناك ، أبهرتم العالم بعقولكم التجارية والفكرية والهندسية قبل أن تعرف المدارس والجامعات ، بالصدق والأمانة والمعاملة الحسنة والأخلاق الطيبة دخلت على أيديكم دول كثيرة في الإسلام إندونيسيا والهند وبعض من إفريقيا .
مثلاً .. في إندونيسيا لم تركبوا يا حضارم دبابة ولم تحملوا سيفاً ولم تغيروا نظاماً ..
بالأخلاق والمعاملة الحسنة والصدق دخلت على أيديكم هذه الدول الإسلام ، وأهل هذه البلدان يبادلونكم الحب والوفاء والاحترام ، وسموا مناطقهم وشوارعهم بأسمائكم يا حضارم ، فالكبري الذي يمتد على ساحل سنغافورة هو باسم الكاف ، وأكبر شارع في وسط إندونيسيا هو شارع العيدروس ، وكثير من المناطق والشوارع بأسماء حضارم في ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة وجاوة ، وهكذا أنتم يا حضارم أنتم التاريخ أينما وجدتم وأينما حطيتم .
وعندما بدأت النهضة أو الطفرة في دول الخليج كنتم أنتم يا حضارم السباقون في ذلك
وكنتم أكثر تحركاً وإبداعاً وظهوراً ، وكان لكم الحظ الأوفر في كل المجالات ، وبرزت شخصيات كثيرة في ذلك الوقت ومن تلك الشخصيات : بن لادن هذا الرجل الذي يقوم بحفر الخنادق ويشق الجبال ويبني الكباري ويرسم الخرائط بشكل مذهل ورائع حتى أذهل كبار المهندسين ببراعة عمله المتقن فوصفوه كأفضل مهندس وهو لم يدخل الجامعات .
ابن محفوظ الذي أسس أول مكتب مالي للتعاملات المالية والحوالات البنكية وربط المملكة العربية السعودية بالعالم المالي حتى أثبت للغرب والعرب جدارته في هذا المجال ، وبعد ذلك أسس أول وأكبر بنك في المملكة العربية السعودية وهو البنك الأهلي .
بقشان الذي كان أكثر تحركاً في التجارة فامتلك واستحوذ على أكبر الشركات والماركات العالمية حتى أصبح وكيلاً حصرياً لكثير من الشركات والماركات العالمية ، وهو أيضاً يمتلك أكبر مصنع للمشروبات الغازية في الشرق الأوسط ، وتوصف عائلة بقشان بالعائلة الكريمة ، وكان أقرب واحد للحضارم المغتربين ويطلق عليه رجل الخير والعطاء ، ومازال عطاؤه مستمراً إلى يومنا هذا في كل المجالات .
أيضاً هناك رجال برزوا بأعمال كثيرة وحققوا الكثير في جميع المجالات أمثال العمودي وبحلس وباعشن وبغلف وغيرهم كثير من الحضارم ، ولا يسعني في هذا المقال أن أكتب عنهم لأنهم كثيرون ونقول : نعم لقد أنجزتم وحققتم وأبدعتم في كل المجالات بشهادة الجميع
ولكن السؤال هنا أين أنتم من بلادكم حضرموت ؟ ماذا حققتم وماذا فعلتم من أجلها ؟ ولماذا لم يتحقق كل ذلك في بلادكم ؟ أين أنتم أيها العظماء إن لم تكونوا موجودين
أين أحفادكم ؟ وأين الناس الذين يكونوا أمثالكم ؟
ألا نعلم بهؤلاء .. إن بعض الناس في بعض مناطق حضرموت قد لجأ للأكل من صناديق القمامة في ظل الظروف الصعبة والحروب التي ليس للحضارم دخل فيها . فهل هذا يرضيكم ؟
وإذا استمر الوضع هكذا نستطيع القول إن الكرامة والعفة الحضرمية والأمانة والصدق والإبداع كل ذلك سيسقطه صندوق القمامة عندما يلجأ الناس إليه .
فهل هذا الشعب العظيم يستحق ذلك ؟ حسبنا الله على كل فاسد وظالم .. حسبنا الله على كل من أوصل البلد لهذا المستوى .






