تائهون ..
بقلم / روان الاميري
نعيش في الحياة ونحنُ نبحث عن مكانًا ما لنستريح…نُحاول عبثًا إيجاد بقعة ما لنُسميها وطن. تائهون..نمشي ونحنُ نحمل على أكتافنا أحلامنا المقتولة، وأعمارنا المسلوبة، تائهون.. ولا نعرفُ إلى أين ننتمي بعد، وأين بإمكاننا النجاة من عذابات الأمس، تائهون.. ولا نعرف بأي طريقة نُخاطب الحياة لتفتح ذراعيها لنا، نُحاول جاهدين التشبث بأي فرصة نجدها لنحيا ولكن الموت يلتصق بأرواحنا، نتساءل.. ترى أي ذنبًا ارتكبنا لنستحق ما يحدث لنا ! لماذا حُرمنا من الحياة في ريعان شبابنا ! ورأينا الموت بكافة اشكاله بينما لم نرى من الحياة سواء وجهها المُقيت! ذلك الوجه الذي جعلوه مصيرنا، يومًا يأتي وآخر يُغادر ونحنُ لا زلنا جياع، نأكل بعضنا من شدة بؤسنا، نحنُ الذين وجدنا أنفسنا في صراعات لا تنتهي صراعات أوجدوها لينهبوا بها أحلامنا ، ليستبيحوا حياتنا، ويقتلوا أفكارنا، لقد أخذوا الأوغاد شمسنا وجعلونا ننام ونستيقظ في ظلامًا يمتدُ بلا نهاية، تائهون نحنُ.. نبكي من قلة حيلتنا، نرى الحياة تركض ونحنُ لا زلنا نحبو على أطرافنا، لقد بتروا الأوغاد أرجلنا، وقيدوا أيدينا، وسمموا عقولنا، وكمموا أفواهنا حتى اعتادت الصمت، تائهون نحنُ.. بجروحًا عميقة نواجه أقدارنا، تلك الأقدار الذي جعلت مِنا أضحية لحكومات فاسدة أورثتنا فشلها وعجزها، تائهون نحنُ ولم نعد نعلم هل سنجد أنفسنا أم سيظل الأوغاد يهدمون منازلنا !
روان الأميري






