غزارة الدموع !!
كتب / عبدالله صالح عباد
السبت 18 مايو 2024
آهٍ عليك يا بلدي الموجوع
في كل لحظة نستقبل خبر مفجوع
من الذي أطفأ فيك أنوار الشموع
ومن الذي ودع المروءةَ – أسفاً – بلا رجوع
ومن الذي سلب من مسؤولينا ذرات الخشوع
لا رأفة ولا رحمة بشعب مفزوع
برزت من جسمه من الجوع الضلوع
شعبٌ صابرٌ يصارع من أفعالكم أصناف الجوع
أبو معاذٌ وأبوإبراهيم قائمون مع الشعب..
فلا خنوعٌ لا خضوع
فوا أسفاهُ يتحكم فينا قزمٌ قربوع
بليد الإحساس مصمخ لا يعرف الكوع من البوع
ساعات طويلة والتيار الكهربائي عنا مقطوع
أيظن المسؤول أنه كالمجنون
عنه القلم مرفوع
عجباً له ولقلبه ، منه الضمير منزوع
أليس يشعر أن هنا شعبٌ ..
من أفعاله موجوع
أم بعينيه نظارة سوداء ، كمن لايرَى معاناة بلده..
فيتعامَى عن هذا الموضوع
فالأمّ ستمسح من خدود بناتها فيض الدموع
والأبُ يرفع دعواتِه في كل سجودٍ وركوع
لكن من يبسط الأمنَ والرخاء
في يمننا ..
ومتى تزدهر حياتنا..
ومتى تبتسم ربوعنا ..
كل الرُّبُوع ..
ومن سيمسح عن يمننا الغالي غزارة الدموع ..
مَــن ؟ ..
و متَــى ؟ .
الآلام كثيرة مؤلمة كم رأينا من مقطع لامرأة تبكي وتذرف دموعها وتشكي حالها وتستغيث لعل أحد يسمع صراخها وأنينها تبكي حرقة وهي تنظر لفلذات كبدها بسبب سوء العيش وربما فراق الأب عنهم ولكن للأسف لا يسمع لأنينها أحد .
وكم رأينا في مقطع لرجل يستغيث بمن ينقذه من الغلا ومن فحش الإيجارات بالريال السعودي والمسكين راتبه لا يكفيه فينهار ذارفا دموعه على الهواء والناس ينظرون إليه ولكن لم يسمع أنينه أحد .
أيها الشيخ الكبير في السن أذرف دموعك وأنت تصارع الحياة لا يستطيع جسدك تحمل العمل فقد انقضى العمر سريعا وأنت تمني النفس بحياة كريمة وعيشة هنية ولكن الراعي مشغول عنك بنفسه وجيبه ارفع يديك إلى الله وادعوه لأن الكلمات عندما تخرج من القلب يكون لها أثر لعل الله أن يفرج عن الجميع .
وأنت أيها الطفل الصغير يا من اشتكيت من سوء التغذية بسبب الغلا ووالداك الله يعينهم ، وعانيت من شدة الحر بسبب انقطاع الكهرباء زد في صياحك فلن يسمعك أحد لأنه لم يوجد مسؤول بيننا كعمر ، ابكِ أيها الصغير سترى أمك بجانبك وهي ماسكة المروحة اليدوية لتلطف عليك الهواء لتظل نائما هكذا هي الأم لا مثيل لها في هذه الدنيا . والبلاد ينقصها قائد شهم يحمل قلبا كقلب الأم الرؤوم تعطف على أبناءها لكن إلى الله المشتكى .
الصياح لغة لا يحسنها إلا المظلوم ، ولا يضطر أن يتفوّه بها إلا المحروم ، فكم بكى الصغير من فقر الحليب ، وكم بكى الكبير من سوء الحال الذي يتجرعه من ظلم المتسلطين على البلاد ، الذين يفسدون في الأرض ليل نهار ، وكم سفحت الأمّ المسكينة دموعها لعدم ما يكفي عتق أولادها ، وكم وكم من مكلوم يصيح بأعلى صوته لعله يصل إلى الراعي المحصن من كل اتجاه لا يستطيع أن يقترب منه أحد محاط بحراسة مشددة وبموكب لا له أول ولا آخر هو في وادي ورعيته في وادي آخر لا يحس بهم ولو كان يشعر بهم لوضع حدا لأزمة الكهرباء هذا الداء العضال الذي يتعامى عنه كل مسؤول ، لا ندري متى يشبع هؤلاء الفاشلين ، أو يرزقنا الله برجال يؤثرون مصالح الشعب على مصالحهم فإلى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل .
البلاد تنهار والريال اليمني في مهب الريح مهما وضعت في جيبك منه يطير مباشرة وفي لحظة ريالاتك خاوية على عروشها وأنت تصارع الحياة تتقاذفك أمواج الهموم من كل اتجاه لأن الراتب أصبح رويتب ….
الكهرباء لا أحد يذكرها من المسؤولين يعني ياشعب انسوها لأن القلوب لا تشعر بمعاناة الناس . والمعلمين لا زالوا في إضرابهم الطويل متمسكين بحقوقهم والمسؤولين نائمين وكأن أمر الدراسة لا يعنيهم فمزيدا من ضياع الشباب ولا أدري هل هذا مطلبهم أن تبقى المدارس مغلقة . فيا معلمين انطحوا برؤوسكم الجبال فلا مجيب ويا فصيح لمن تصيح .
الشعب تعب من هذه الأحوال فننتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى فإليه المشتكى .
متى تبتسم ربوعنا ..
كل الربوع ..
ومن سيمسح عن يمننا الغالي غزارة الدموع ..
من ؟ ..
ومتى ؟ ..






