اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

نبراس الطرب الحضرمي الفنان “عمر الهدار”

نبراس الطرب الحضرمي الفنان “عمر الهدار”

كتب / ابوبكر شملول
الاحد 14 يناير 2024

لم تكن هذه المرة هي المرة الأولى التي أحاول فيها أن أكتب عن شخصية فنيه عملاقة من عمالقة الفن الحضرمي الاصيل , لقد حاولت مرات ومرات أن أكتب خواطر على صفحات الفن التي صنعها هذا الرجل بأفعاله, لكنني كنت أشعر بأني لست في مقام الكتابة عن شخص أعطى للفن أغلى ما يملك, ووقف إلى جانب جمهورة كالطود الشامخ الذي لا تزيده الأيام إلا ثباتاً ورسوخاً وحباً, لكن هذه المرة أبى قلمي إلا أن يغامر بما تجود به ذاكرته ليخوض بحراً من بحار تفوق ابداعه ،

لعلكم عرفتموه جيداً، ليست الصفات المذكورة آنفاً الا عليه ولا تنطبق إلا على شخصية عرفها القاصي والداني ممن يتتبعون تاريخنا الفني المعاصر, شخصية مستقلة بذاتها، شخصية هي عصارة ناضجة من تجارب الحياة,
لا تزيدها الأيام إلا صلابة في الموقف, وإخلاصاً لفنه وجمهوره
شخص تمنحه الأيام مع بزوغ كل فجر جديد, شهادة وفاء ووثيقة عرفان, وتضع على صدره وسام شرف لمواقفه التي لا ينكرها إلا جاحد, أو صاحب حقد بعينيه رمد لا يرى إلا ما يوافق هواه, ويخدم مصالحه.

سيد المقام, وصاحب السطور المقصود هو رمز المحبه والفخر والاعتزاز انه الفنان / عمر محمد الهدار حفظه الله وادامة عز وفخر لهذا الوطن الحضرمي المعطاء, ذلك الفنان الذي سيظل سيمفونية فخر يعزف عليها كل الحضارم الشرفاء ومرجعية عليا للموروث الفني الشعبي الحضرمي الاصيل

إنه بالفعل رجل من زمن فريد, من زمن الشخصيات الكبيرة التي يشعر معها المرء بالأصالة والقيم والمبادئ الإنسانية, إنه أخ للجميع

وإن أهم مايميز هذا الفنان العظيم، أنه شخص استطاع أن يشق طريقه في مختلف الظروف ، وأن يبحر ويتخطى الأمواج والعواصف, وقد تظل الكلمات التي تكتب نفسها عنه, حائرة وعاجزة عن أن تخوض بحر فنه , وتغوص أعماقه لتستخرج منه درة ثمينة المقال, يُلخص بها هذا الرجل بأقل وصف وأبلغ تعبير, وأصدق عبارة.

الرجل الذي عرفناه مناصراً ومؤيداً للحق دوماً, لا يعرف علو منزلته, وسعة حكمته، وحسن تصرفه, إلا من قرأ صفحات مسيرته, وتتبع حياته الفنيه, ويكفي ان يقف المرء أمام الأحداث التي احبوه جمهورة في حضرموت عامة, ليتبين له كم هو الرجل محباً لاسعادهم ,
ليس المقام ولا الموقف مقام استعراض لكل مواقفه الانسانيه النبيلة فهي أكبر من أن يكتب عنها شخص مثلي، وهي أوسع أن تتسع لها مجلدات ناهيك عن كتاب

انت أيها الممتطي صهوة العز, يامن لا تحب العيش إلا في معالي العزة, ودهاليز الكرامة, بعيداً عن بريق المجاملات, وضوضاء المدائح, يامن تحب المساكين, وتحنوا اليهم, يامن تسعد جمهورك بكل ماتجود به .

لقد عرفناك رجلاً تحب الصدارة, صدارة الخير والمحبة والعطاء والتضحية والبذل والفن والانسانيه من أجل هذا هذا الفن الحضرمي الاصيل الذي يستحق منا الكثير
قد يقرأ مقالي هذا فقير معرفة, شحيح إطلاع, مفلس من مواكبة التاريخ الفني, فيظن أنني بالغت في المدح, وأطريت في الثناء, وابتعدت عن جوهر الحقيقة, فأقول له ليس هذا ولا ذاك أردت, لكن إيماني بفضيلة الإنصاف جعلني أكتب هذا, وأشعر معه أيضاً بالتقصير في حق رجل من رجال حضرموت وما أوردته فيه ما هو إلا قطرة من مطره, وفيض من غيض, وقليل من كثير, والتاريخ خير منصف لمن أراد أن يمسك بزمام الحقيقة, ويغوص في أعماق المعرفة..

كل الحب والتقدير والتحايا لك اخوي أبو محمد

دمت بود

إغلاق