اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الإيطالي الذي أحب المكلا واعتنق الإسلام فيها!

الإيطالي الذي أحب المكلا واعتنق الإسلام فيها!

بقلم / ناصر بامندود
الاربعاء 17 ديسمبر 2025

إيفيو لوبي- ولوبي تعني الذئاب بالإيطالية وهو اسم قبليةٍ شهيرة في شمال إيطاليا مثلما نُسمي في حضرموت قبائل بن ثعلب وباذيب وبن ذياب وفقًا لما يرويه محمد ابنه الذي عاش في إيطاليا خمسة سنوات- ولد إيفيو عام (1918م) ببلدة ميراندولا في مقاطعة مودينا، وكان جنديًا في صفوف الجيش الإيطالي بالحرب العالمية الثانية وكان ضمن صفوف قواتها في الصومال، تَعرّف على القائد العام للقوات المسلحة القعيطية الحضرمية اللواء صالح يسلم بن سميدع وعلى يديه اهتدى للإسلام، أتى إلى المكلا عام (1963م) وأسلم في عام (1967م)، وأشهرَ إسلامه بمسجد عمرة في ديس المكلا وغير اسمه إلى ” عبد اللّه ناصر الطلياني”، وحَسُنَ إسلامه فالتزم الصلوات وحفظ القرآن الكريم.

💬 لماذا يهمك هذا الخبر؟

تكمن أهمية هذه الأخبار في انعكاسها على حياة المستخدم اليومية وفهمه لما يدور حوله.

كان لوبي مهندسًا بارعًا وماهرًا، فهو من ابتكر في حضرموت العصارة الكهربائية بدلًا من الجمال لعصر السمسم، وحين تعطلت الطائرة الحربية للجيش عجز الجميع عن إصلاحها حتى أتى لوبي فأصلحها، وكانت له ورشةٌ في شرج باسالم بالقرب من جامع الشرج.

أحب المكلا وأحب أهلها وانسجم معهم وكان محبوبًا من الناس وكان يوصَفُ بأنه خدومي، تزوج حضرمية من آل القعيطي في الشحر عن طريق وسطاء وأنجب منها ولد وبنتين، وعاش متنقلًا بين ديس المكلا وشرج باسالم.

رغم امتلاك عائلته للجنسية الإيطالية إضافة إلى اليمنية إلاّ أنهم يصرون على العيش في المكلا، وعن السؤال لماذا لا تعيشون في إيطاليا تقول عائلة لوبي: ” نحن مسلمون، ونشعر بتعاليم ديننا هنا، ولدنا هنا وتربينا هنا ونشعر بالانتماء إلى هذه الأرض، وأننا بين أهلنا وناسنا “.

تشعر عائلة عبد اللّه لوبي بالإجحاف لغياب تكريم الدولة له أو تقدير عائلته، رغم خدمته الطويلة لمؤسسات حكومية عدة مدنية وعسكرية مثل وزارة النفط وزارة الأشغال العامة ووزارة النقل وزارة الدفاع، فكلما استصعب أمر طالبوا بحضور لوبي، إضافة إلى الحرف الميكانيكية التي أدخلها إلى حضرموت.

اشتد المرض بلوبي فغادر إلى مسقط رأسه مدينة ميراندولا للعلاج والعودة إلى المكلا مجددًا، بيد أن بعد أيامٍ من وصله توفي هنالك، وأولاده في المكلا، لكنهم بقوا ولم يغادروا رغم تعرفهم على عائلتهم الإيطالية.

إغلاق