اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

مغالطات أبو علي الحضرمي!!!

مغالطات أبو علي الحضرمي!!!

بقلم : م . حسين باراس .
الاربعاء 17 ديسمبر 2025

تابعتُ لقاء أبو علي الحضرمي بشخصيات واعيان الوادي ، وقد أسعدني صراحةً اعتزازه الواضح بحضرموت وهويتها، فهذا أمر يُحسب له. لكن في المقابل، آذاني كثيرًا سيلُ المغالطات والطروحات التي وردت في حديثه، والتي لا تليق برأيي بشخص في مقامه ولا بحساسية القضية التي يتناولها.
وبما أنني للأسف لم أكن ضمن الحضور لأبدي رأيي مباشرة، فقد آثرت أن أكتبه هنا بكل بساطة وشفافية…
يقول أبو علي: «يجمعنا حضرموت ويجمعنا الجنوب العربي على أسس صحيحة لا تشبه أسس 67».
وهنا نقف طويلًا أمام هذه العبارة.
أولًا…
من الذي حدّد هذه “الأسس الصحيحة”؟
وما هي هذه الأسس تحديدًا؟
وعلى أي قاعدة سياسية أو قانونية أو شعبية بُني هذا الطرح؟
وبأي صفة تُطلق مثل هذا الحكم وتُقدَّم كمسلّمة؟
العمل السياسي يا أبو علي لا يأتي عبر الخُطب ولا عبر النوايا الحسنة، بل عبر برنامج سياسي واضح، وضمانات قانونية وعسكرية قادرة على حماية هذا البرنامج وتنفيذه، ثم عبر حوار شعبي شامل يشارك فيه الناس، لا أن يُفرض عليهم من أعلى…. بعد ذلك فقط يتحول كل هذا إلى مشروع واقعي، لا إلى خطاب عاطفي.
نحن لا نتحدث عن شخصية سياسية منتخبة أو عن مؤسسة معروفة، بل عن قائد دعم أمني لا نعرف حتى الآن حجم قوته، ولا تركيبها، ولا مصادرها، ولا نطاق نفوذها الحقيقي، باستثناء صورتين… واحدة في المكلا وأخرى في المشقاص. فكيف يُطلب من الناس أن تتعامل مع هذا الواقع وكأنه مشروع مصير؟
ثانيًا..
من الذي قرر أننا “تابعون للجنوب العربي”؟
وأين ومتى جرى الحوار الحضرمي الذي انتهى إلى هذا القرار؟
ومن خوّلك أن تختار هذا المسار نيابةً عن الشعب الحضرمي كله؟
بهذا المنطق، إذا كان تقرير المصير يُبنى على الرغبات الشخصية، فيمكن لأي شخص غدًا أن يقرر أننا “جنوب أفارقة” أو “غرب عُمانيين”. ما هذا المنطق؟
قائد عسكري يظهر فجأة ليقرر هوية ومصير مجتمع كامل؟
ثم إن التناقض في الخطاب يزيد الأمر إرباكًا؛ فرئيسك عيدروس الزبيدي، قبل أشهر، كان يتحدث عن “دولة حضرموت من المهرة إلى باب المندب”. اليوم يُقال إننا جنوب عربي على “أسس جديدة صحيحة”.
إذا كنتم لم تتفقوا بعد على توحيد الخطاب، فكيف ستتفقون على الأسس؟!
طيب، دعنا نفترض حسنًا أن نيتك طيبة، وأنك محب لحضرموت، وتريد تطبيق كل ما تقول.
ما هي الصفة القانونية أو السياسية التي تخوّلك تنفيذ هذا المشروع؟
وما هي أدواتك الفعلية؟
وما الذي سيحدث إذا قال الناس.. لا، نحن غير متفقين على هذه الأسس؟
هل لديك القدرة على إدارة الخلاف؟ أم فرض الرأي؟ أم احتواء الرفض؟
هل المطلوب منا أن نمشي خلفك مغمضي الأعين، فقط لأن “النية طيبة”؟
هذا بالضبط ما قيل يومًا في تجربة الوحدة، عندما دخل علي سالم البيض بنوايا طيبة، وحين اشتدت الأزمات، غادر مع أول سفينة، وترك الناس لمصيرهم.
حضرموت لا تتحمل مغامرات جديدة، ولا خطابات غير مكتملة، ولا مشاريع تُبنى على الأشخاص بدل المؤسسات.
من يريد أن يتحدث باسمها، فليأتِ ببرنامج، وشرعية، وضمانات، وحوار حقيقي مع أهلها.
غير ذلك، سيبقى مجرد كلام… مهما بدا جميلًا.

إغلاق