محمد علي ياسر.. رجلُ الدولة وصمّامُ أمان المهرة

بقلم/ أبوبكر عمر

يبرز المحافظ محمد علي ياسر اليوم باعتباره أحد أهم رجال الدولة في محافظة المهرة، ليس لأنه يبحث عن أدوات القوة، بل لأنه يختار تغليب لغة العقل ومنطق الدولة على خيارات الصدام، مجسدًا قدرة استثنائية على إدارة التعقيدات بحكمة ومسؤولية، مستندًا إلى شرعية سياسية راسخة وخبرة إدارية عريقة مكنته من تجاوز المنعطفات الدقيقة التي مرت بها البلاد.

ويمتاز بن ياسر بقبول اجتماعي واسع يعكس ثقة القبائل والمكونات السياسية في قدرته على الحفاظ على تماسك النسيج المجتمعي .. وهي مكانة لم تتشكل من فراغ، بل بُنيت على تاريخ من إدارة الخلافات بروح توافقية، والابتعاد عن الخطابات الشعبوية التي لا تنتج إلا مزيدًا من الانقسام.

وفي ظل التجاذبات الإقليمية التي أحاطت بالمحافظة، برزت مهارة المحافظ في موازنة المصالح المعقدة، إذ استطاع الحفاظ على علاقات متوازنة مع الجميع، واضعًا “مصلحة المهرة والوطن” بوصلته الثابتة في إدارة هذه العلاقات .. وبفضل هذا النهج، نجح في تجنيب المهرة أن تتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات، دون التفريط بجسور التعاون الضرورية لخدمة ملفات الأمن والتنمية.

ولم تكن هذه الحكمة السياسية مجرد خيار، بل ضرورة مكنت السلطة المحلية من الحفاظ على ديمومة الخدمات واستمرار المشاريع في وقت تعطلت فيه الحياة في مناطق أخرى .. فقد أدركت قيادة المحافظة أن الأمن هو بوابة التنمية، وأن الاستقرار السياسي هو الأساس الذي يضمن للمواطن حقوقه في الخدمات والمعيشة.

وأثبت محمد علي ياسر، عبر شبكة علاقاته الواسعة مع القوى السياسية ودول الجوار، والجهات العسكرية والاجتماعية، قدرته على أن يجمع بين دور القائد والحكم ورجل الإطفاء في آن واحد .. ففي وقت تتجه فيه بعض المناطق نحو المجهول، يختار هو طريق الدولة، ويعمل بصمت ومسؤولية لحماية المهرة من أي ارتدادات، مؤكدًا أن القوة الحقيقية تكمن في الحفاظ على السلام، لا في إشعال الحرائق.”