من لم يتعلّم من دروس 1967 و1994 لن يفهم تحديات 2025
بقلم / د. فائز سعيد المنصوري
الجمعة 5 ديسمبر 2025
حضرموت تمتلك كل مقوّمات الدولة، غير أن المشكلة الحقيقية التي تواجهها اليوم هي الفرقة والتقسيم. ولهذا لا بدّ من إعادة النظر في أسلوب معالجة هذه الإشكالات؛ فلا يمكن لفئة واحدة أن تقود حضرموت وحدها. وما حدث في الهضبة خلال الأيام الماضية يدفع الحضارم إلى إعادة التفكير في شكل العلاقة فيما بينهم، ولا ينبغي لأي طرف أن يظن أنه قادر على التحدث باسم الحضارم ما لم يعمل أولًا على توحيدهم.
وهنا سؤال موجَّه إلى أبناء حضرموت: ماذا تستفيدون حين تذهب ثرواتكم لا لبناء الوطن، بل لبناء ثروة خاصة لهذا أو ذاك؟ يمنحونكم نسبة ضئيلة جدًا من تلك الثروات، بينما يستأثرون بالباقي. فهل يرضى الحضرمي أن يصفّق ويمجّد لمن يأخذ حقه؟ وإلى متى سيظل الحضارم بهذه النمطية، يُستخدمون كأداة لتحقيق مكاسب غيرهم؟
تذكّروا أن من لا تعلّمه الأحداث—مهما تكررت—لن يتعلّم أبدًا. وقد نكون نحن سببًا فيما يحدث لنا، لكن هل نستمر في إدارة مشاكلنا بالعقلية ذاتها، نستقوي بالآخرين على بعضنا البعض؟ لست ضد أحد، لكنني لن أكون طرفًا في محاربة أخي. أين ذهبت عقولنا؟
تأمّلوا أمثالكم الشعبية؛ فقد جاءت من معاناة حقيقية واختصرت لكم الطريق. استحضروا كلمات أجدادكم ووحّدوا صفكم. فما زال في الأمر متّسع، وبلادنا ما زالت تحت البند السابع. أدركوا ما فات قبل فوات الأوان. فلا يحق لأي قائد سياسي أن يتحدث باسم جميع الحضارم ما دامت هناك فئة منهم لا تؤيد طرحه. صحيح أن إجماع الحضارم قد لا يصل إلى مئة بالمئة، لكن يمكن الوصول إلى نسبة تجعل القرار صائبًا ومقبولًا.
وأخيرًا، إن تقسيم الحضارم إلى طبقات أضعفهم وجعل مصالحهم تُدار بأيدي غيرهم. فاستفيقوا من غفلتكم، وكونوا على قلب رجل واحد. فما زال في الأمر متّسع، وما كُتبت هذه الكلمات إلا لأنني أرى سيناريو عام 1967 يتكرر بصورة مغايرة.
حفظ الله حضرموت وأهلها من كل سوء وجمع كلمتهم على الحق.






