اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

إلى السلطة المحلية وأبناء حضرموت الكرام

إلى السلطة المحلية وأبناء حضرموت الكرام

كتب / جابر عبدالله الجريدي
الجمعة 5 ديسمبر 2025

*بسم الله ابتدأ وبه استعين على أمور الدنيا والدين، وبعد:*

تذكرتُ قول شاعرٍ يقول :

ياقوم إن تسامحتوا لـلعلا تعتلوا
ولا يرديكم كيد من  هو بـكـايـد
وإن تعاديتم للقاع كلكم تسقطوا
في فخ من لكم حـاسد وحـاقد

لذلك في هذا المقال أحببت أن أوضح لكم أختصار هذا المقال في جملة ” على كل نواة حضرمية أن تتبلور على مركز واحد “

قال هذا الشاعر أبياته الحكيمة التي تتسم بالرزانة والمنطق العقلاني عندما رأى قومه الذين كان لهم المجد التليد وأهل حضارة ومكانة بين الأمم ، يريد أن يوضح لهم أن تلك الخلافات التي بدأت تنعكس على صورة قومه فيراهم الناس مجرد قوم أهل حقد فيما بينهم وتباغض وليس لهم قيمة بعد الآن وإنما هم مجرد أوباش تصارعوا كالثيران طمعاً في نصرة أفكارهم وطمعاً في مصالحهم الضيقة وطمعاً لأن يكون هو في المقدمة ، هكذا ضاعت تلك الهيبة التي ورثوها من آباءهم القدامى وضيعوا ذلكم الإرث العظيم ، حتى أصبح قوم الشاعر نظراً لكثرة إختلافاتهم وخصوماتهم في ما بينهم مجرد أدوات ودُمى يقوم بتحريكها الأطراف الخارجية ، فأصبحوا يعبثون حتى بقراراتهم ويتحكمون في تحركاتهم ولا يناصر بعضهم بعضاً ، لأن الإختلاف لا يولد إلا الضعف والهوان كما كان الأمر في بني إسرائيل لما جعلهم فرعون فرقاً عديدة يكيدون لبعضهم ويتآمرون لإسقاط من هم منهم حتى أنهم نسوا عدوهم الحقيقي الفرعون الذي يقتل أبناءهم ويستحيي نسائهم ، وماذلك إلا نتيجة تفرقهم وأحقادهم على بعضهم ونسوا عدوهم ، وتناسوا مصالحهم المشتركة وأخوتهم ، فما كانت النتيجة إلا ضعفهم وخذلانهم وهوانهم، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية!

ومن ثم إن على السلطة المحلية بمحافظة حضرموت أن تسعى جاهدةً لان تقرب الآراء وتوحد الكلمات وتجعل أبناء حضرموت صفاً واحداً ورأياً متحداً مع سلطتهم المحلية التي من المفترض أن تطالب بحقوقهم وأن تسعى لعملية الإستقرار وتحسين الحياة المعيشية داخل المحافظة ، فإنه لما ضعف دور السلطة المحلية بالمطالبة بالحقوق وضعف إهتمامها بتحسين معيشة المواطنين وتوفير الحاجات الضرورية والأساسية ضعفت ثقة المواطن بها وسعى الجميع لأن يركب أمواج العواطف مستغلاً حاجة المواطنين لأن يسعون لأهدافهم ومصالحهم الخاصة وسط عبث يشهد له القاصي والداني وما يعبثون إلا بأنفسهم وأهاليهم وبلادهم أفلا يشعرون! وأن لا يكون المحافظ مجرد دمية تُسير وفقاً لجهاز محرك خارجي فينفذ أجندته وأهدافه ، وأن محافظ حضرموت مسؤولاً عن أبناء حضرموت أولاً من أمنهم وخدماتهم ومعيشتهم الكريمة.

إلى أبناء حضرموت قاطبة أنه يجب علينا أن نتحد جميعا ونتفق على مبدأ وموقف واحد ، ولن يكون في هذه المرحلة أفضل من الإلتفاف حول السلطة المحلية نظراً للتنازع ومجانبةً للتصادم والبعد عن ما يشق الصف ويوسع الشقاق ، السلطة المحلية تمثل الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها وهيئاتها ، وذلك لن يكون إلا صالحاً لنا وأماناً لأنفسنا وإبتعاداً عن ما يقلق سكينتنا ، وإن اريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت.

إغلاق