اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

تحديات ما بعد سيؤون حضرموت

تحديات ما بعد سيؤون حضرموت


تاربة اليوم
2025-12-04 18:56:00

أتحدث عن سيؤون باعتبارها مركز مديريات وادي وصحراء حضرموت وقلب المنطقة العسكرية الأولى التي ظلت على مدى ثلاثة عقود ونيف رمزاً للهيمنة والتعنت والتنمر من قبل سلطات 7/7 التي دخلت الجنوب غازيةً وظن أساطينها أن التاريخ توقف عند هذه النقطة وأنهم قد غدوا أسياد البلاد والعباد، بل وأسياد العالم، . . .هذه المنطقة العسكرية التي يمتد نفوذها ليشمل كل الوادي والصحراء وكل مديريات محافظة المهرة، وحينما يسقط مقر القيادة فإن سقوط بقية المناطق مجرد مسألة وقت وهي مناسبة لنتوجه إلى من تبقى من قيادات الوحدات التابعة للمنطقة الأولى في بقية مديريات الوادي والصحراء، وفي محافظة المهرة على حدٍ سواء، إلى أن يسلكوا مسلك قيادتهم ويعلنوا تأييدهم للقوات المسلحة الجنوبية وسيكون على الأخيرة أن تضمن سلامتهم وتحترم إنسانيتهم وتترك لهم الحق في اختيار طريقهم المستقبلي، إلا من عصى ولجأ إلى استخدام السلاح فسيكون حسابه بما تقتضيه أحوال الحروب وقواعد الاشتباك.

ستكون لي وقفة أخرى لمناقشة عويل المتباكين ونواح النائحين على خلفية أحداث وادي حضرموت، لكن ما أود التوقف عنده اليوم هو تحديات ما بعد استعادة مدينة سيؤون وبقية مدن الوادي وبالذات مقر قيادة المنطقة العسكرية التي ظلت على مدى ثلاثة عقود تمثل الهرواة المسلطة على رؤوس أبناء الوادي بالتنكيل والاعتقال والتعذيب والقتل ونشر الرعب والإرهاب.

فسقوط مدينة سيؤون ومقر قيادة المنطقة وحتى جميع مدن الوادي ليس نهاية المعركة، بل إنه البداية التي تليها تحديات لا حصر لها سينبغي على قيادة القوات الجنوبية والسلطات المحلية في المحافظة وفي مديريات الوادي والصحراء أخذها على محمل الجد حتى لا تذهب نشوة الانتصار أدراج الرياح كما جرى في الكثير من الحالات المشابهة ومن هذه التحديات:

1. تطبيع الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية في المنطقة وتقديم النموذج المتميز عما سبق الوضع في مدن ومديريات المنطقة، ورفع مستوى الخدمات وتوفير متطلبات وحقوق الناس المعيشية والخدمية والاجتماعية والقانونية.

2. استكمال تحرير مدن ومناطق الوادي والصحراء والتواصل مع محافظ المهرة والقيادات الأمنية والعسكرية هناك بضرورة التوافق على طريقة للتعامل الإيجابي مع الوضع الجديد، الناشئ بفعل سقوط قيادة المنطقة والانحياز إلى موقف القوات المسلحة الجنوبية دونما حاجة إلى إزهاق الأرواح وسفك الدماء.

3. العمل الحثيث من أجل تهيئة القوات المسلحة الجنوبية في المحافظتين واستيعاب ما يكفي من القادة والأفراد من أبنائهما ليتولوا إدارة الشأن الأمني والعسكري كلٌّ في محافظته ومديرياتها.

4. الاستعداد للمعركة القادمة مع الجماعات الإرهابية التي كانت تستند إلى رعاية ودعم قيادة المنطقة العسكرية وتعمل تحت إشرافها، فهؤلاء لا ينشطون إلا حينما تهزم قوات الغزو (الأول والثاني) وما تجربة أبين وشبوة عنا ببعيدةٍ.

5. وعلى الصعيد السياسي سيكون على القيادة السياسية الجنوبية إعادة صياغة نهجها السياسي بما يستوعب المتغيرات المهمة التي جرت بعد استعادة مديريات الوادي وما سيليها، والانفتاح على جميع ألوان الطيف السياسي في هذه المناطق، وفي غيرها وعلى وجه الخصوص محافظتي أبين وشبوة، اللتان يعاني أهلهما الأمرين نتيجة المواجهة المباشرة مع الجماعات الإرهابية بشقيها الداعشي والحوثي.

لقد دخل المشروع الجنوبي بعد سقوط المنطقة العسكرية الأولى مرحلة جديدة بمعطيات جديدة، وهو ما يتطلب أن نرتقي بالنهج السياسي بما يتلاءم مع هذا المنعطف التاريخي المهم.

إن المشروع الجنوبي هو مشروع كبير بكبر أحلام كل الشعب الجنوبي، وتبعاً لذلك لن يكتب له النجاح إلا باستيعاب كل أبناء الجنوب، في القيادة والقاعدة، وهذا الاستيعاب لا ينبغي أن يتوقف على استقطاب المزيد من الأفراد أو القادة، ولكنه يستتبع استيعاب الأفكار والمبادرات والرؤى السياسية المستهدفة تعميق الأبعاد الوطنية والإنسانية المستقبلية للانتقال إلى المراحل اللاحقة من تعبيد الطريق نحو استعادة وبناء الدولة الجنوبية كاملة السيادة على أرض الجنوب بحدود 21 مايو 1990م بعيداً عن الضم والإلحاق والوصاية والتبعية، وقبل هذا وبعده مراجعة تجربة القيادة السياسية خلال السنوات السبع المنصرمة وتجنيبها مخاطر الوقوع في مطبات الفساد والتسلط والانحراف وعيوب الفردية والمناطقية والجهوية التي لم تنجُ منها الكثير من الثورات حديثة العهد.

والله من وراء القصد

إغلاق