اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الطريق الى  الهضبة النفطية.. مفتاح الصراع

الطريق الى  الهضبة النفطية.. مفتاح الصراع

بقلم / بقلم/ خالد الصيعري
الثلاثاء 2 ديسمبر 2025

لم تكن الهضبة النفطية في حضرموت يوما مجرد مساحة جغرافية مترامية الأطراف ولا مجرد سلسلة من الآبار المتناثرة على أطراف الصحراء . هي اليوم عنوان مرحلة كاملة تختصر فيها ملامح الصراع الذي تمتد من المدن والوديان والجبال ليصل عمق باطن الأرض حيث تختبئ الثروة التي تسيل امامها لعاب القوى المتنافسة حيث كل الطرق في حضرموت اليوم تؤدي إلى الهضبة النفطية.

فالطرف الذي يمسك بها يملك أوراقاً اقتصادية وسياسية لا يمكن تجاوزها.

والقوى الإقليمية والدولية تتابع عن قرب، لأن النفط في حضرموت ليس مجرد ثروة محلية، بل عنصر مهم في حسابات النفوذ على البحر العربي وباب  المندب  وطرق الطاقة.

النفط هنا ليس فقط مالاً. إنه نفوذ، وسيادة، وقدرة على فرض شروط هذا ما يجعل التصعيد مرشحاً للاستمرار.

فكل الأطراف تدرك أن من يفقد الأرض اليوم قد لا يستعيدها غداً وأن الفراغ السياسي الذي يملأ المشهد اليمني يفتح الباب أمام سباق محسوب بدقة على مصادر القوة.

اليوم الهضبة لم تعد مجرد جغرافيا إنها نقطة إعادة رسم الخارطة في أكبر محافظة نفطية في البلاد.

واللافت في كل ما يجري أن سلطات الشرعية تكاد تكون غائبة. لا بيان حاسم ولا تحرك فعلي ولا رؤية واضحة لمعالجة منعطف قد يصبح أخطر من كل ما سبق.

كان من المفروض ان تكون الشرعية هي الضامن والمظلة. لكنها اليوم خارج حسابات القوى الفاعلة وهذا أخطر ما في المشهد

هذا الغياب ترك الساحة مفتوحة أمام القوى المحلية المدعومة سياسياً من أطراف متعددة كل منها يسعى لفرض نفوذه والنتيجة حضرموت تقف أمام اختبار مصيري بلا حكم مركزي قادر على ضبط الإيقاع أو فرض حلول مستدامة الشارع الحضرمي من جانبه يعيش حالة ترقب حذرة  واهتمام مضاعف بأي تحرك عسكري جديد.

فالتجارب السابقة علّمت الناس أن أي توتر فوق مناطق النفط لا ينتهي بسهولة.

  والسؤال اليوم ما الذي سيحدث في حضرموت خلال الأسابيع المقبلة؟

لا أحد يملك إجابة قاطعة، لكن المؤشرات تشير إلى ثلاثة مسارات محتملة:

1. التصعيد التدريجي

استمرار الحشد العسكري سيقود إلى احتكاكات أكبر وقد تتكرر الاشتباكات قرب المنشآت  خاصة إذا حاول أي طرف تغيير مواقع السيطرة.

2. تفاهم مؤقت

قد تنجح الوساطات في خلق هدنة غير معلنة لتجميد الوضع الحالي دون حل جذري وهو السيناريو الأكثر احتمالاً على المدى القصير.

3. إعادة تشكيل النفوذ

وهو السيناريو الأكثر خطورة حيث قد يحاول طرف ما فرض وقائع جديدة فوق الهضبة مستغلاً ضعف الشرعية وتشظي القوى المحلية.

بين هذه السيناريوهات يبقى المحرك الأهم هو النفط.

فما يجري اليوم ليس صراعاً قبلياً ولا خلافاً سياسياً بسيطاً  بل إعادة توزيع غير معلنة للقوة فوق واحدة من أغنى مناطق البلاد. وإذا لم تتدخل الأطراف المعنية لاحتواء التوتر فقد تجد حضرموت نفسها أمام وضع يتجاوز القدرة على السيطرة  في لحظة تبدو فيها البلاد كلها مفتوحة على الريح.

وأخيرا نقول حضرموت الآن تقف على حافة الاشتعال.

وليس لأن الناس يريدون الحرب بل لأن رقعة النفط تحولت إلى مساحة اختبار قاسية لكل القوى التي تحاول أن تفرض وجودها في فراغ سياسي ممتد.

الهدوء في الوادي قد يستمر، وقد ينقلب. لكن ما يجري فوق الهضبة يقول إن المحافظة تدخل مرحلة حساسة، وأن إعادة رسم خارطة النفوذ تجري فعلياً ببطء، لكن بثبات.

والسؤال الذي يردده الأهالي اليوم هو نفسه الذي يتهرب منه السياسيون

من سيملك القرار فوق أكبر خزان نفطي في البلاد… ومتى يتوقف هذا السباق؟

إغلاق