اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

اليمن للجميع… ومخططات التفريق لن تمر

اليمن للجميع… ومخططات التفريق لن تمر

بقلم / محمد ناصر عجلان

في خضم الأزمات المتلاحقة التي يمر بها اليمن منذ أكثر من عقد، تتكاثر الأصوات التي تحاول تمزيق النسيج الوطني وبث الكراهية بين أبناء البلد الواحد. ومع تصاعد الحملات التحريضية والمناطقية، بات من الضروري إعادة التأكيد على حقيقة راسخة لا يجوز التشكيك فيها: الأرض لله… والوطن لجميع اليمنيين دون استثناء. فوسط غبار الفوضى التي يصنعها تجار الحروب وأدوات الخارج، يتصدر الوعي المجتمعي كحائط صد أمام المشاريع الصغيرة التي تستهدف وحدة اليمنيين ومستقبلهم المشترك.

يحتاج اليمنيون اليوم، في مختلف محافظاتهم، إلى إدراك خطورة الدعوات التي تُبثّ لزرع الفرقة والكراهية بينهم، إذ تقف وراءها مجموعات تعمل وفق أجندات خارجية تستفيد من استمرار الانقسام. هذه الأطراف — من تجار الحروب إلى اللوبيات المرتبطة بالمؤسسات الغربية — تسعى إلى خلق صراع وهمي بين أبناء الشمال والجنوب عبر خطابات تنزع الوطنية، وتتهم الآخر ظلماً بالاحتلال والاغتصاب.

إن أخطر ما يواجهه الوطن اليوم ليس احتلالاً جغرافياً، بل احتلال العقول، حين تُحقن بالأفكار العنصرية والمناطقية التي تهدد السلم الاجتماعي وتُلغي قيم التعايش المتجذرة في ثقافة اليمنيين عبر التاريخ. وقد استفحلت هذه المشكلة في بعض المناطق المحرومة من التعليم والمعرفة، خصوصاً في وادي وصحراء حضرموت، حيث استغل ضعاف النفوس هذا الواقع لبث خطاب الكراهية واستهداف المواطنين بحجج واهية عن “الحقوق” و”الامتلاك” و”الانتماء”.

ومع دخول اليمن العام الثاني عشر من الحرب العبثية التي دمّرت الشجر والحجر وفرّقت الأسر وشردت مئات الآلاف، وجد الكثير من اليمنيين ملاذاً آمناً في حضرموت، وخاصة في مدينة سيئون. هذه المدينة التي ضمّت أبناء جميع المحافظات، من علماء ومثقفين وتجار وأسر عريقة، أصبحت نموذجاً للتعايش والوحدة والتنوع اليمني. فهل يعقل بعد كل هذا أن تأتي فئة ضيقة لتصف هؤلاء بأنهم “محتلون” أو “غير مرغوب بهم” في وطنهم؟!

إن هذه الأصوات المأزومة لا تمثل اليمن ولا قيمه ولا واقعه، بل تمثل مشروعاً صغيراً وبائساً هدفه الإضرار بالأمن والاستقرار، وخلق صراع وهمي لا يخدم إلا أعداء اليمن. وما وصفهم إلا وصف للفئة البغيضة التي تعمل بطرق مكشوفة ودنيئة لإغراق المجتمع في خلافات مصطنعة.

ويبقى القول الفصل الذي لا يقبل الجدل:
الأرض لله… والوطن للجميع.

والله من وراء القصد.
بقلم / محمد ناصر عجلان

إغلاق