شباب اليمن بين الدين والترند!!
بقلم / عبد العزيز صالح بن حليمان
الاحد 30 نوفمبر 2025
لم يعد ما نراه اليوم في السوشيال ميديا مجرد تحوّلات فردية أو حرية شخصية كما يروّج البعض بل أصبح انفلاتاً سلوكياً منظّماً تقدم فيه الصدمة كمنتج وتسوَّق الهوية كسلعة ويباع الدين والحياء والأعراف في مزادات رقمية هدفها الأول الشهرة بأي ثمن.
مشاهد تتدافع من كل اتجاه ووجوه تبحث عن الضوء السهل فتسير إليه ولو كان على حساب قيم دينها وسمعة مجتمعها.
🔸 ممثلة يمنية سابقة تعيش في مصر ترقص علناً وتسوّق ذلك باعتباره تحرّراً بينما ترتفع أرقام متابعيها كلما زادت جرأة المقاطع وابتعدت عن قيم بلدها.
🔸صحفية يمنية تخرج بظهور صادم على شاشة محلية قبل ايام فتنفجر المنصّات ترنداً وضجيجاً وتتحوّل اللفة الجريئة إلى جسر نحو شهرة عربية وإفريقية صنعها الجدل لا الموهبة.
🔸شابتان يمنيتان احداهن برفقة زوجها في محيط قريب يلتقطن صوراً تخدش الحياء وينشرنها بلا تردّد قبل أن يغادرن البلاد أو يواصلن الهروب تحت لافتة حرية شخصية بينما الواقع هو تجارة صدمة واضحة.
🔸شاب يمني في كندا يعلن تحوّله الجنسي ويدخل مجتمع الميم عبر بث مباشر ليحصد متابعين لا يهتمون بحاله بقدر اهتمامهم بجرأة الحدث نفسه.
🔸شباب يمنيون يخرجون بتحوّلات دينية من الاسلام الى المسيحية أمام الكاميرا فتتحول قصصهم إلى مسلسلات درامية تتقافز فيها أدوار المنظمات والجهات الخارجية التي تجد في هذه القضايا ورقة تستثمر لا أكثر.
هذه الظواهر لم تعد مجرد حالات معزولة بل مشروع صاخب تصنعه المنصات وتغذيه جهات خارجية وتقدمه كحالة حقوقية فتضاعف انتشاره وتروج له تحت عناوين جذابة بينما المضمون هو تفكيك وضياع وتسليع للقيم.
والسؤال الصادم الذي يفرض نفسه اليوم:
هل كل هذه التحولات قناعةحقاً؟ أم أنها سباق محموم نحو مال سريع وشهرة رخيصة تنتجها خوارزميات لا تعرف الله ولا تحترم مجتمعاً؟
“وفي ظل هذا الواقع يطفو إلى السطح ما حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: { يُصبح الرجل مُؤمناً ويُمسي كافراً ويُمسي مُؤمناً ويُصبح كافراً يبيع دينهُ بعرضٍ من الدُّنْيا }
اللهم احفظ اليمن وأهله من الفتن اللهم ثبّتنا حتى نلقاك.






