اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حضرموت بين نار الفتن ونور الرسالة الحضارية

حضرموت بين نار الفتن ونور الرسالة الحضارية

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : انس علي باحنان
26 نوفمبر 2025

حضرموت بلد التاريخ والحضارةِ، و القيمِ والأخلاقِ، ومَهوى الأمنِ والسِّلمِ والسلام. ويُخطئ من يظنُّ – ولو لوهلة – أنها ستخضعُ لسطوةِ القوة والعنف، أو تُنتزعُ من مسارها الذي رسمته لنفسِها على خارطةِ عالمِ التقدّم والرقيّ البشري.

فكلُّ العنتريات، وكلُّ الأجنداتِ الدخيلةِ والسافلة، ستتحطم – لا محالة – أمام صخرةِ الصمودِ الحضرميّ الأصيل، والإباءِ البطوليّ الراقي. ولقد رأينا في ما مضى قولَ الحقِّ جَلَّ جلاله مجسّدًا في ثرى حضرموت الطاهرة، إذ يقول سبحانه: {كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله، ويسعون في الأرض فسادًا، والله لا يحب المفسدين}.

إن دعاةَ الهيمنة، وعُشّاق الفتن، وتُجّار الحروب، لن يهدأ لهم بالٌ حتى يروا حضرموتَ تحترق وتتلظّى بنارِ الصراع. غير أنّى لهم ذلك فحضرموتُ في رعايةِ الله وحفظِه، وإنّ كيد أعدائها – بإذن الله – سيعود في نحورهم، ويبوءون بالخسران والخيبة.

لقد سئم الناسُ الصراعاتِ والنزاعاتِ والحروبَ والمشاكل، وأصبح الجميع يتطلّع إلى مستقبلٍ يسوده الأمنُ والأمانُ والسِّلمُ والسلام؛ لا في حضرموت واليمن فحسب، بل في المنطقة والعالم بأسره. وهذا هو الوقتُ المناسب ليأخذَ الإقليمُ الحضرميّ دورَه الرياديّ، ويمسكَ بزمام المبادرة؛ لمواصلة رسالته الحضارية التي عُرف بها عبر الزمن، كأرضٍ صدّرت الخيرَ ومبادئَ القيمِ والأخلاقِ إلى كل أرجاء المعمورة.

وعلى كلِّ من يُفكّرُ في جرّ حضرموت إلى مستنقعِ الفوضى والاقتتال، أن يُعيدَ حساباته ألفَ مرّة؛ فحضرموتُ عصيّةٌ على الكسر، صعبةُ المنال، لا تطالها الأجنداتُ العبثية ولا مصالحُ الارتزاق.

نعم… حضرموتُ تمدّ ذراعيها لكل محبٍّ للخير، وتفتح صدرها لكل راغبٍ في التعاون؛ للسير معًا نحو غدٍ مشرقٍ واعد، تكون فيه قائدةً، بل حمامةَ سلامٍ لا بؤرةَ صراعٍ واحتراب.

وذلك – بإذن الله تعالى – هو ما سيكون.
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع

إغلاق