اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

درهم سبق ألف درهم..!

درهم سبق ألف درهم..!

بقلم/ أ. علي عباس بن طالب
الأربعاء 26/ نوفمبر/2025م.

ما أعجبَ هذا الحديث النبوي العظيم .. حديثٌ يهزّ القلوب ويقلب موازين الدنيا رأسًا على عقب، حين قال النبي ﷺ:

> «سبق درهمٌ مائةَ ألفِ درهم»

قالوا: يا رسول الله، وكيف يسبق درهمٌ مائة ألف؟ قال: «رجلٌ له درهمان، فأخذ أحدهما فتصدّق به، ورجلٌ له مالٌ كثير، فأخذ من عُرضه مائة ألف فتصدّق بها».

يا الله…!
كم من فقيرٍ عند الله أغنى من كثيرٍ من الأغنياء!
وكم من قلبٍ مغمورٍ بالصدق، سبق جيوبًا ممتلئة بالذهب!

ليست العبرة بما تُعطيه اليد،
بل بما يُقدّمه القلب..!
قد تتصدّق بدرهم، ولكنه يخرج منك وقد سال عليه دمعُك، وانكسر له قلبُك، ورجوتَ به وجه الله لا رياءً ولا سمعة، فيصعد إلى السماء كأنه جبل من نور!

وآخر يتصدّق بالألوف، لكن قلبه غافل، ونفسه معجبة، وهمّه أن يُقال عنه كريم، فلا تبرح صدقته الأرض، بل تُرمى في وجهه يوم القيامة!

كم من فقيرٍ محتاجٍ أعطى وهو لا يملك، وكم من غنيٍ ممكَّنٍ بَخِل وهو لا يشعر..!

ليس المقصود في الإسلام حجم الصدقة، بل حجم النية التي تحملها.
فالله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.

🔹 فدرهمٌ من فقيرٍ أخرجَهُ من قوته، يكون عند الله أعظم من جبلٍ من ذهبٍ من بخيلٍ متردد.

🔹 ولقمةٌ يطعمها إنسان لأخيه وهو جائع، أحب إلى الله من وليمةٍ ضخمةٍ يتصدر بها المتكبرون.

🔹 ودمعةُ خفيةٍ في سبيل الله،
أغلى من بحرٍ من دموع الزيف أمام الناس.

يا من تظن أنك لا تملك شيئًا لتقدّمه .. اعلم أن الله يرى نيتك قبل يدك، ويسمع خفقان صدرك قبل رنين درهمك.

درهمُ الصدقِ يُنجي، ودرهمُ الرياءِ يُردّي، ودرهمٌ خرج خفيًا يفتح لك بابًا في الجنة لا يُغلق، فكم من درهمٍ صغيرٍ رفع صاحبه إلى عليين، وكم من ألفٍ كبيرٍ كبَّ صاحبه في الجحيم.

إغلاق