معركة الإيرادات
بقلم / نايل عارف العمادي
يخوض رئيس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك واحدة من أهم وأصعب المعارك الاقتصادية في تاريخ اليمن الحديث وهي معركة حصر الإيرادات العامة للدولة وتوريدها إلى البنك المركزي كخطوة أولى نحو إنقاذ الاقتصاد الوطني ووقف نزيف الفساد والإيرادات المهدرة هذه المعركة لا تخص الحكومة وحدها بل هي في جوهرها معركة كل اليمنيين الذين يدفعون يوميًا ثمن الانهيار الاقتصادي وتفكك المؤسسات المالية وغياب النظام المالي المركزي.
فالمعركة الاقتصادية التي يخوضها تحضى بكل الدعم من قبل الشعب اليمني ولهذا يجب على النخب والمثقفين والإعلاميين أن يقفوا إلى جانب هذه الجهود دفاعًا عن الوطن والمواطن ودعمًا لأي توجه يسعى لاستعادة الدولة من الفوضى المالية والفساد المؤسسي فاليمن لا يحتاج شعارات بل يحتاج إلى رجال دولة وإصلاحات حقيقية وشعب يؤمن أن له الحق في العيش الكريم والعدالة الاقتصادية ولهذا معركة الإيرادات قد تكون نقطة التحول في مسار الاقتصادي اليمني والاعتماد على الإيرادات كمصدر من مصادر الموازنة العامة للحكومة وانتصار بن بريك في هذه المواجهة يعني إحياء الأمل في إصلاح اقتصادي جاد يعيد للدولة مكانتها ويضمن توفير الخدمات الأساسية وتحسين الوضع المعيشي للمواطن لكن الطريق ليس سهلاً إذ يواجه رئيس الوزراء تحديات جسيمة على رأسها تسيب الإيرادات العامة لعقود وضعف الرقابة المركزية وفساد إداري ومالي متجذر في بعض السلطات المحلية ورفض عدد من المحافظين والمؤسسات الالتزام بتوريد الإيرادات إلى البنك المركزي بما يخالف التوجهات الوطنية الإصلاحية ورغم هذا فإن بن بريك يملك الفرصة لصنع الفارق إذا ما اتسمت خطواته بالشفافية واتخذ قرارات شجاعة لمحاسبة كل من يعرقل هذه الإصلاحات وكشف الجهات الرافضة للامتثال أمام الرأي العام والمجتمع الدولي.






