الفوضة في الموضةالقزع في الصدارة !! [ 1 ]

كتب / عبدالله صالح عباد
السبت 22 نوفمبر 2025

لا أدري من أين أبدأ حديثي المليء بالآهات والأنات والحسرات حول شبابنا وكيف هم يفعلون في أشكالهم ولباسهم وقصات شعرهم ، وطمس شعورهم ، وهرولتهم وراء المحدثات التي لا تمت لأخلاقنا وعاداتنا بصلة ، غير فساد الإحساس لديهم ، وعدم التمسك بالقيم الإسلامية ، جعلهم ينفرطون في أحضان التغريب ، ويتهافتون على ما رأوه في بشرٍ من غير جلدتهم ، من سفَلة الناس ، وأوباش الخلق . فالناظر لشبابنا تنتابه الحسرة والشفقة وهو ينظر إلى عماد المستقبل وهم يتفنّنون في تنفيذ ما يشاهدونه في الشاشات وفي منصات التواصل الاجتماعي وهم يقلّدون الغرب في كل صغيرة وكبيرة بل فاقوهم بكثير في تطبيق ما يشاهدونه على أنفسهم وهذا بدوره يؤدي إلى هدم المجتمعات الإسلامية عن طريق شبابها . حيث شوهد في الآونة الأخيرة انتشارا واسعا بين الشباب لقصات شعر غريبة وأشكال مستحدثة مستوردة من ثقافات غربية . والمتأمل في الأسواق وصوالين الحلاقة يرى العجب العجاب . في موضة تطورت حديثا للشباب وهي لبس السراويل القصيرة ويمشون بها في الشوارع وعلى الدراجات بل وفي بعض المحلات ، حيث كان في السابق سراويل طويلة ممزقة من الركبة والفخذ أحيانا ، وربما في الموضة القادمة نرى فتحات في السراويل ( من الخلف ) وهذا متوقع لأن الحياء معدوم ، وبعض الشباب لا وازع يمنعهم ولارادع يعاقبهم ولا حياء ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) ، لأن في نظرهم من يلبس هذه الموضات ( متميز ) ، ولكن الناس ينظرون إليه باشمئزاز من شكله ، ومتقززين من مظهره المسترذِل .
أعود إلى قصات الشعر وهو لُبُّ هذا المقال . ذهبت إلى إحدى صوالين الحلاقة والتقيت بذلك الشاب الحلاق فلا أعرفه ولا يعرفني وعرفته بقصدي أن أكتب مقال عن قصات الشعر الشبابية وآخر الموضات وما يطلبونه فكأن الشاب خاف لا أدري من ماذا رفض أن يعطيني أي معلومات واكتفى بأنه لا يحلق تلك الحلاقات فشكرته وذهبت . وهناك بعض الإخوة الفضلاء من أصحاب محلات الحلاقة أبدوا استعدادهم وأشكرهم على ما أفادونا به . والقصد من كتابة المقال هو توعية الشباب والانتباه لهم فلا ننسى أن فيهم الخير الكثير فهم عماد مستقبل البلاد والأمة ، فقط نريد تصحيح بعض المظاهر السلبية .
لو حدثتكم عن الأشكال فأنتم ترونها يرسمون على رؤوسهم خطوطا غريبة ، وآخر ترى شعره معقد لا تدري من الذي قام بعمل هذا الشكل فأي حلاق هذا يشاركهم في التبذّل الأخلاقي ، والانسلاخ من قِيَمِنا الإسلامية ، وعاداتنا المكتسبة من أجدادنا الذين ملأوا الآفاق تاريخاً ومجدا ، فأي حلاق هذا يظن ضمان لقمة العيش في إرضاء كل منحرف الأخلاق ، وعمل التافه مما طُلِبَ منه ولو كان على حساب دينه ومروءته . اعذروني إخواني الحلاقين على هذا الكلام ، وفيه بعض من الحلاقين يرفضون حلاقة الموضة فلهم كل الاحترام والتقدير . تنظر إلى شعر قصة شاب الموضة وكأنها مثل شجرة دم الأخوين ، وآخر تشكيلة شعر رأسه مربع ، وآخر تسريحة وحلاقة شعره من الأمام كثيف ومن الجانبين خفيف ومن الخلف عند الرقبة مثل الهرم ، وآخر لا تستطيع أن تصف شكله من البلاوي في شعر رأسه ، وأعجب وأغرب ما حدثني به بعض الإخوة أن فيه شباب لا يغسلون شعورهم يتركونها لعدة أيام ثم ماذا تتصور أن يكون منظرهم .
….. يتبع التكملة في الجزء الثاني .