صحة / دون تنظير.. كبسولات تكشف أمراض الأمعاء في دقائق
تاربة_اليوم / إرم نيوز
22 نوفمبر 2025
تمكن علماء من تطوير تقنية تعتمد على كبسولات صغيرة قابلة للبلع تحتوي على بكتيريا قادرة على اكتشاف علامات أمراض الأمعاء، مثل نزيف الجهاز الهضمي، دون الحاجة إلى الخضوع لتنظير القولون التقليدي.
وبحسب دراسة نشرتها صحيفة “ACS Sensors”، يمكن فحص هذه الكبسولات، المزوّدة بجزيئات مغناطيسية، بعد خروجها من الجسم بشكل طبيعي، وتحليل إشاراتها الضوئية للكشف عن مؤشرات المرض في دقائق معدودة.
وكشف الباحثون أن الكبسولات الجديدة تتكوّن من كرات هلامية مجهرية محمّلة ببكتيريا حسّاسة للدم، قادرة على إصدار ضوء عند اكتشاف “الهيم”، وهو مركّب موجود في خلايا الدم الحمراء ويعدُّ مؤشراً واضحاً على نزيف داخل الأمعاء.
هذه الكبسولات الصغيرة تُبتلع بسهولة، وتحتوي على جزيئات مغناطيسية تسمح باستعادتها بسرعة من العينات الحيوية.
وبعد مرورها عبر أجسام الفئران المصابة بالتهاب القولون، تمكن العلماء من تحديد النزيف خلال دقائق بفضل إشعاع الضوء الذي تصدره البكتيريا.
وقالت ينغ زو، إحدى مؤلفي الدراسة: “هذه التقنية تقدم نموذجاً جديداً للكشف السريع وغير الجراحي عن أمراض الجهاز الهضمي”.
ويعاني ملايين الأشخاص حول العالم من سرطان القولون أو أمراض الأمعاء الالتهابية مثل التهاب القولون، التي تسبب أعراضاً مثل النزيف المعوي والإسهال والمغص.
ورغم فاعلية تنظير القولون، إلا أن الكثيرين يحجمون عنه؛ بسبب تحضيراته المرهقة وعدم الراحة أثناء الفحص.
لذلك؛ يبحث الباحثون عن بدائل أقل إزعاجاً وأكثر ودّية للمريض، مثل بكتيريا قادرة على كشف مؤشرات حيوية مرتبطة بالأمراض، ومنها الهيم.
وسبق أن ابتكر الفريق بكتيريا حسّاسة للهيم قادرة على إصدار ضوء عند ملامسة الدم، إلا أنها كانت تتفكك بسهولة داخل الأمعاء، مما يقلل من فاعليتها.
أما في هذا المشروع، فقد غلّف العلماء هذه البكتيريا، مع الجزيئات المغناطيسية، داخل كرات دقيقة من ألجينات الصوديوم، وهو مركّب غذائي شائع، عمل هذا الغلاف كدرع واقٍ يحمي البكتيريا من العصارات الهاضمة، مع السماح للهيم بالوصول إليها لإطلاق الإشارة الضوئية.
وجرّب الباحثون التقنية على فئران مصابة بالتهاب القولون بدرجات مختلفة الشدة. وبعد خروج الحبوب من الجهاز الهضمي، استخدم العلماء مغناطيساً لاستعادتها، ثم لاحظوا أن عملية جمع وتحليل الإشارة استغرقت نحو 25 دقيقة فقط.
وذكروا أن شدة الإضاءة البكتيرية ازدادت مع تقدم المرض، مما مكّن من تقدير درجة النزيف. كما أكدوا أن الحبوب كانت آمنة ومتوافقة حيوياً لدى الفئران السليمة.
رغم أن التقنية ما تزال بحاجة إلى تجارب سريرية على البشر، يؤكد الباحثون أن هذه الطريقة في تغليف الحساسات البكتيرية يمكن أن تُستخدم مستقبلاً لتشخيص مجموعة واسعة من أمراض الجهاز الهضمي، ومتابعة فعالية العلاجات وتطور الحالات المرضية بسهولة غير مسبوقة.






