اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حضرموت ومعركة الوعي: مسؤولية مضاعفة في مواجهة الخطر الحوثي

حضرموت ومعركة الوعي: مسؤولية مضاعفة في مواجهة الخطر الحوثي

بقلم / أ.  فؤاد سالم باربود

بعد وقف إطلاق النار في 2022، تغيّر شكل الحرب دون أن تتوقف. فقد كشف تقرير الخبراء الأممي (أكتوبر 2025) أن الحوثيين نقلوا صراعهم من الجبهات إلى المجتمع، عبر قمع واسع، وتدمير مؤسسات التعليم، وتجنيد الأطفال، وإعادة صياغة المجتمع وفق رؤية عقائدية مغلقة.

*تهديد يتجاوز الجغرافيا*

هذه الحرب على الإنسان والوعي لا تقف عند حدود مناطق سيطرة الحوثيين، بل تؤثر على مستقبل اليمن كله، بما في ذلك حضرموت، التي لن تبقى بمنأى عن مشروع يستهدف الدولة والهوية والتعليم والاقتصاد.

*حضرموت… أزمة سلطة وتراجع خدمات*

وما يزيد العبء على حضرموت هو ما تعانيه من ضعف السلطة المحلية، وسوء إدارة الموارد، وإقصاء الكفاءات والنزيهين، وعدم تمكينهم من مواقع القرار.
هذا الفراغ القيادي أدّى إلى تراجع أداء مؤسسات الدولة، وتضاعف معاناة الناس في الخدمات الأساسية، مما يجعل المحافظة أكثر هشاشة أمام أي اختراق أو فوضى، ويمنح خصوم المشروع الوطني فرصة للتوسع.

مسؤولية جماعية لا تحتمل التأجيل

إن مواجهة هذا الواقع تتطلب من الجميع—السلطة المركزية، الأحزاب السياسية، المكونات المجتمعية، الشخصيات الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني—الجلوس على طاولة واحدة، وتجاوز أي صراعات جانبية.
فالخلافات الداخلية ليست سوى ثغرات يستغلها أعداء المشروع الوطني، وفي مقدمتهم مليشيات الحوثي الانقلابية الإرهابية التي عبثت بالمناهج، وخرّبت وعي الأجيال، ونَهبت المقدرات، وتحاول اليوم نقل معركتها إلى كل محافظة.

حضرموت مطالبة اليوم بأن تكون أكثر وعياً وأكثر توحداً.
فالمعركة لم تعد معركة سلاح وجبهات فقط، بل معركة وعي وأمن واستقرار.
وواجبنا أن نكون عيوناً ساهرة ترصد أي تحركات مشبوهة، وأن نحمي مجتمعنا من مشاريع الفوضى، وأن نعيد بناء الدولة انطلاقاً من التوافق والتمكين الحقيقي للكفاءات بعيدا عن المحاصصة القبلية والشخصية التي لاتقدم الكفاءات قبل الولاءآت

إغلاق