(الإجماع، الإجتماع) الحضرمي
كتب/جابر عبدالله الجريدي
الجمعة 21 نوفمبر 2025
بسم الله ابتدأ وبه استعين على أمور الدنيا والدين، وبعد:
ما كُتِبَ في العنوان من إجماع واجتماع حضرمي نريد أن نوضح معناه ومقتضاه.
التعريف :
أولاً:
الإجماع: وهو إتفاق جميع الأطراف على هدف واحد، والخروج من الإجتماع بإتفاق الجميع على أهدافه.
ثانياً:
الإجتماع: وهو حضور الأطراف في اجتماع يجمعهم مع تبادل طرح الآراء والأفكار وسواء حصل الإتفاق بينهم أم لم يحصل.
في حضرموت مع تعارض المصالح السياسية للأحزاب والمكونات الذي أدى إلى تفرق أبناءها وتمزق نسيجها الإجتماعي جرَّاء المناوشات والمناكفات .. حاول أبناء حضرموت أن يقاربوا بين الآراء والأفكار فدعوا إلى الاجتماع في الهبة الحضرمية الأولى ولكن ذلك الإجتماع فشل فور تعارض الأفكار وعادت الأمور كما لم يكن هناك شيئاً .. وفي الهبة الحضرمية الثانية دعت شخصيات حضرمية إلى إجتماع عام شامل من أجل حقوق ومصالح الحضارم وحضرموت فاجتمع الناس بالآلاف حتى ظن الناس أن الأمر حسم لكثرة الذين لبوا النداء وأيدوا الإجتماع فجأةً حصل الخلاف بين متزعمي تلك الهبة الحضرمية الثانية واختلفت آراءهم فانفض الإجتماع وباء بالفشل الذريع وكانت ضربة قاضية على آمالنا حقيقة لأنه بعد هذا الحدث العظيم الذي اجتمع عليه الجميع لا يمكن أن نجتمع يداً واحدة مرة أخرى كما يقول الجميع ولكن!
نحنُ حقيقةً لا نحتاج إلى إجتماعات تنفض بسبب الإختلاف في الآراء والأفكار ، بل نحن في حاجة إلى إجتماع نخرج فيه بإجماع على الأهداف المشتركة والمصالح العامة .. فالإجماع يعني التنازل عن المصالح الذاتية والأفكار الأحادية من أجل الإجماع على خطوات وأهداف واحدة .. فنحن نحتاج إجتماع ناجح يخرج بإجماع الجميع وبتوافقهم .. وأما حقيقة الإجتماع فهي وهمية قد تزيد الطين بلةً لا أقل من ذلك ولا أكثر.
كما لا ننسى أننا نحتاج أيضاً الإجماع في اختيار القيادة ، وأن وحدة الصف يعني وحدة القيادة ، فلا يمكن أن تقام جماعة صلاة في مساجد المسلمين بدون إمام يُتبع في كل حركاته وسكناته ويفتح عليه وينصح إن أخطاء ولا يجوز أبداً الخروج من صلاة الجماعة ، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإتباع الإمام والفتح عليه في الخطأ وأن مخالفته أو مسابقته قد يؤدي إلى العقاب الشديد.






