2 ديسمبر: وصايا صالح وميثاق استعادة الدولة
بقلم / عبدالله مناوس
لم يكن الزعيم علي عبدالله صالح مجرد رئيسٍ مرّ على كرسي الحكم، بل كان مشروع دولة نَشأ من بين ركام الإمامة والفوضى، ليبني اليمن الحديث بإمكاناتٍ قليلة، لكنه بإصراره وإرادته صنع جيشًا وطنيًا ومؤسساتٍ راسخة حمت البلاد لعقود.
تواضعه وملامسته للناس كانت عنوانًا لقيادته؛ احترم الكبير والصغير، أعاد للقبيلة مكانتها في إطار الدولة، وللمواطن رأيه، وللجندي هيبته وكرامته.
في عهد الرئيس صالح خرجت اليمن من عزلتها الطويلة، فبُنيت الجامعات والكليات والمعسكرات والطرق والمطارات، وعاد لليمن حضورها العربي والإقليمي القوي.
شجاعته في القضايا العربية كانت صريحة لا تعرف المساومة، وصوته في تحذير المخاطر كان دائمًا من أجل الوطن لا لغيره.
فتح المجال أمام المبدعين والكفاءات، وعمل ليلاً ونهارًا وسط تشكيك المتربصين وتخوين الحاقدين، لكنه لم يتعصب يومًا إلا للوطن والجمهورية.
ورغم الألم الذي يعتصر القلوب اليوم مما آل إليه حال البلد، إلا أن مشروع الزعيم ما يزال حيًا في قلوب الوطنيين الذين يدركون أن:
الدولة لا تُبنى بالمحاصصة وتقاسم المصالح،
ولا بالهروب إلى الخارج وتبادل الاتهامات،
بل تُبنى بالكفاءات والإخلاص والتضحية.
حب الشعب لصالح لم يكن هتافًا عابرًا، ولا دعاية إعلامية؛
بل كان ثقة شعبٍ رأى قائدًا حقق ما عجز عنه الآخرون في أصعب الظروف.
ولذا كان رهان الزعيم دائمًا على الشعب… وكان تحذيره من الفوضى عين الحقيقة التي نعيشها اليوم.
2 ديسمبر ليس ذكرى فحسب، بل ميثاق عهد يعيد للأذهان وصايا الزعيم:
وصايا الدولة، والجمهورية، والجيش، والكرامة الوطنية.
ومن أحب الزعيم حقًا، فليثبت ذلك بالفعل لا بالقول:
فليمضِ بروح الوطن التي زرعها فينا،
وليواصل المسيرة التي استشهد الزعيم وهو يقاتل من أجلها،
وليبنِ البلد من جديد كما أرادها… دولة كفاءة ونظام وهيبة.
ستظل روح صالح حاضرة في وجدان كل حرّ،
وثورة مستمرة لاستعادة الدولة، وتمكين الجيش، وإحياء النظام.
وسيبقى التاريخ شاهدًا أن الزعيم علي عبدالله صالح:
بنى… وحمى… وقدّم… بينما كانوا يهدمون.
رحم الله الزعيم…
وألهم الأوفياء مواصلة الطريق 🇾🇪






