الضليعة… 23 عامًا من الانتظار
بقلم / عبدالله علي باظفر
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
في مطلع الألفينات، كنتُ في الهند أدرس اللغة الإنجليزية. وخلال أحد الدروس طُلِب من كل طالب أن يعرّف زملاءه بمنطقته. تحدّثت يومها عن مديرية الضليعة كما هي، بلا مبالغة ولا تجميل: منطقة تفتقر للكهرباء والمياه والخدمات الأساسية.
بعد الدرس، أخبرني أحد الزملاء من صنعاء — بكل احترام — أنه لم يصدق ما قلته، مؤكدًا أن ذلك لا يمكن أن يكون في حضرموت، محافظة النفط والموارد.
لم أَلُم موقفه، فقبل أكثر من عشرين عامًا لم يكن من السهل تخيّل أن منطقة في حضرموت تعيش بلا خدمات.
واليوم… بعد ثلاثة وعشرين عامًا، أقول للجميع :
اسمعوني الآن … لكن هذه المرة ليس لدرس في اللغة الإنجليزية، بل لدرس في الواقع والألم والرجاء. لان ، ما تزال المديرية تعاني من نفس المشكلات، بل تفاقمت بعض الأزمات
واقع الخدمات في مديرية الضليعة
الطرق
على الرغم من ربط الضليعة بدوعن وعمد، ما تزال طرق يبعث ورخية متوقفة دون استكمال، الأمر الذي يعزل الكثير من القرى ويعيق الحركة التجارية والتنموية.
الاتصالات
ورغم توسع شركات الاتصالات في معظم مناطق حضرموت، إلا أن أجزاء من الضليعة ما تزال خارج نطاق التغطية، ما يفاقم العزلة ويعيق التواصل والخدمات الطارئة.
أزمة المياه
لا يزال المواطن يعتمد على مياه الأمطار المخزّنة في الكرفان، بعد فشل الآبار الارتوازية التي وصل عمق بعضها إلى 450 مترًا دون العثور على الماء.
وتبقى الحاجة قائمة لحل جذري يضمن توفير مياه آمنة ومستدامة. وتقريبا هذه الازمه حلت في جميع مديريات المحافظه ماعدا الضليعه .
الكهرباء
مشروع كهرباء كلّف الدولة مليارات الريالات… لم يُنر بيتًا واحدًا.
الشبكة التي أُنشئت بدأت تتساقط دون أن تُستخدم.
المولدات التي وصلت إلى المديرية بقيت في المستودعات لأنها بحاجة لتكاليف تشغيل تفوق قدرة المديرية.
وكان الخطأ الأكبر هو تغيير المشروع الأصلي الذي كان يقضي بربط الضليعة بكهرباء حضرموت الداخل عبر دوعن، وهو الحل الأنسب والأكثر استدامة.
الصحة
لا يوجد سوى مستوصف واحد يعمل بإمكانات محدودة جدًا.
ومشروع مستشفى الضليعة ما يزال بين الوعود والتأجيل، دون خطوات عملية تذكر.
مطالب أبناء مديرية الضليعة
نطالب السلطة المحلية في حضرموت والجهات المعنية بما يلي:
استكمال الطرق المتبقية التي تربط الضليعة بالمديريات المجاورة.
تغطية اتصالات شاملة لجميع مناطق المديرية.
اعتماد حفر بئر ارتوازية بعمق 700 متر لتأمين المياه للقرى كافة.
إعادة تفعيل مشروع الربط الكهربائي بكهرباء حضرموت الداخل بدل المشاريع المتعثرة.
نقل المولدات الكهربائية للاستفادة منها في مناطق أخرى قبل تلفها.
صيانة شبكة الكهرباء الحالية وإنقاذها من الانهيار الكامل.
ختامًا
الضليعة ليست مجرد مديرية مهمّشة… إنها منطقة لها تاريخ وأهل وصبر وكرامة.
ورغم كل سنوات الانتظار، ما زال الأمل قائمًا بأن تنال حقها من التنمية، وأن تخرج من دائرة الحرمان إلى حياة كريمة تليق بأبنائها.
مديرية الضليعة تستحق أن تُسمَع… وتستحق أن تُنصَف.






