الوطنٌ لا تُشيَّدُ جدرانه بأيدي ناهبيه ابدا

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : فهمي قندل
17 نوفمبر 2025

يستحيل بناء الوطن بينما أيدي اللصوص ما تزال غارقة في خزائنه، فالأوطان لا تنهض على خرسانة الشعارات، بل على نزاهة الرجال والنساء الذين يحملون همَّ المستقبل لا أثقال جيوبهم.

نتسائل

كيف تزدهر البلاد ومن يتصدرون مشهدها ينهبون ثمارها ؟؟ وكيف يولد الأمل، إن كان من يمسك بمفاتيح الخزائن هو أول من يسطو عليها؟؟

الوطن ليس مجرد أرضٍ وعلَم، بل عقد شرف بين الناس جميعًا، وحين يُخانُ يتحول إلى ساحة صراع، وحين يُصان يصبح فضاءً للحرية والكرامة، اللصوص لا يبنون دولة إنهم يهدمون أساسها من الداخل، يسرقون قوت الفقراء ويحيلون أحلام الشباب إلى رماد، الوطن الحق لا ينهض إلا حين تُقطع الأيدي العابثة بخيراته، وتُرفع الأيدي الصادقة العاملة لأجله.

إن الثورة الحقيقية ليست صراخًا في الشوارع فحسب، بل وعيًا لا ينطفئ، وإصرارًا على أن تكون الخزائن ملكًا للشعب لا غنيمة للمتسلطين، لن يولد وطنٌ حرّ ما دامت ثرواته رهينة الفساد، ولن تُكتب النهضة ما لم يُكتب أولاً سقوطُ من خانوا الأمانة.

فلتكن معركتنا اليوم معركة وعي، ومعركة مستقبل نرفض أن يُكتب بأقلام السارقين، الوطن يُبنى حين تُعاد الخزائن إلى صاحبها وهو الشعب، ولا أحد غيره…

المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع