حضرموت ستتجاوز كل المحن
بقلم / أ. ممدوح سالم بن كده
السبت 15 نوفمبر 2025
حضرموت ليست مجرد محافظة على خارطة الوطن، بل تاريخ ممتد في الزمن، وعمق حضاري وثقافي واقتصادي لا تخطئه العين. وكل من يعرف هذه الأرض ويقرأ سيرتها الطويلة يدرك أن حضرموت خُلقت لتنهض، وأن أهلها خُلقوا ليصنعوا الأمل مهما كانت الظروف.
لقد مرّت حضرموت عبر تاريخها بمحطات صعبة، وتقلبات سياسية واقتصادية واجتماعية كان من الممكن أن تُنهك أي مجتمع، لكنها في كل مرة تُثبت أنها أرض لا تُهزم، وأن المحن مهما تراكمت، فهي في النهاية سحابة صيف لا تلبث أن تنقشع.
حضرموت ستتجاوز كل المحن لأنها تمتلك إرادة لا تشيخ، وشعبًا يواجه الأزمات بالصبر، ويحول الألم إلى قوة، والتحديات إلى فرص.
ستتجاوزها لأن في أبنائها قيادات حكيمة، وكفاءات في الداخل والخارج، تسعى بإخلاص لنهضة هذه المحافظة واستعادة مكانتها.
ستتجاوزها لأن روح العطاء متجذّرة فيها، من واديها إلى ساحلها، ومن مدنها العريقة إلى قراها الوادعة؛ تلك الروح التي تجعل الحضارم أول من يبني، وأول من يداوي جراحات المجتمع، وأول من ينهض من بعد السقوط.
وفي خضم ما تعيشه البلاد من أزمات، تبقى حضرموت مساحة أمل، ومشعل توازن، وقِبلة لكل من يبحث عن الاستقرار.
ومهما حاولت الظروف أن تثقل كاهلها، فإنها ستبقى واقفة، متمسكة بقيمها، حافظة لتاريخها، ساعية لغدٍ أفضل.
حضرموت اليوم أمام مفترق طرق جديد، لكنها ليست وحدها؛ معها أبناؤها المخلصون، وتجاربها التي صقلت وعيها، وثقلها الاجتماعي والاقتصادي الذي يؤهلها لتكون قوة فاعلة في مستقبل اليمن.






