اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

أمانة حضرمي !!الجزء الثاني والأخير

أمانة حضرمي !!الجزء الثاني والأخير

كتب / عبدالله صالح عباد
السبت 15 نوفمبر 2025

ذكرنا في الجزء الأول من هذه القصة أن الحضرمي ذهب إلى مدير الشركة وناوله نموذج إيداع المبلغ . ظل المدير يناظر المحاسب قائلا له : هذا الإيصال حقيقي أم مزور؟ قال : ليش ياعمي ، قال المدير الفلوس راحت منك أمس كيف أودعت المبلغ؟ قال أيش دراك ياعمي ، فإذا بالمفاجئة فتح الدرج وأعطاه الظرف يوم شافه هلّت دموعه ، قال له المدير : من فين جبت الدراهم أنت ما عندك المبلغ هذا ، انفجر المحاسب باكيا قائلا : والله يا عمي حصل كذا وكذا وحكى له ماحصل وقصته مع صاحب التاكسي وأنه نسي الظرف في السيارة . لكن أنت يا عمي من فين جاك الظرف؟ قال له المدير : في صباح السبت الساعة السابعة جاء واحد وقال أريد أن أقابل صاحب الشركة وقابلني سائق التاكسي قال لقد طلع معي رجل ونسي هذا الظرف ولقيت على الظرف ختم اسم الشركة وها هو الظرف وسلمني إياه وأعطيته من المبلغ ألف ريال لأمانته وصدقه وخلقه وحفظه للظرف فأخذته وحطيته عندي إلى أن أسمع منك ثم تجيب لي نموذج الإيداع ، قال المحاسب والله ياعمي في تلك اللحظة لما فقدت الظرف قلت ما أني براجع للشركة حتى أوفي بالمبلغ حتى لا أكون ضيعت الأمانة ، لقد أمضيت معك أكثر من خمسين عام ما بقي على التقاعد إلا القليل ءأضيّع عمري في مبلغ . والله ياعمي لا أريد أن يدخل في فم عيالي إلا الحلال ، لقد جمعت المبلغ لكي أستر نفسي أمامك ولكي أختم عملي معك بالختام الصالح ، قام المدير يناظره قائلا له : من أي البشر أنت من يسوي مثلك ، قال المحاسب أنا عارف لو جيتك ما بتقصر لأنك تعلم تاريخي وعملي معك ولكني لا أرضى لك الخسارة ، قال المدير : بيّض الله وجهك وكثّر من أمثالك والله إنك ولد صالح وإنك كفو خذ الظرف وإذا احتجت شيء أنا حاضر من الألف إلى الياء اشتر لك سيارة التي تريد . أخذ المحاسب الظرف وهو يرتجف ولم يصدق أن عمه سوف يكافئه فكانت المكافئة نتيحة أمانته .
الراوي يختم القصة بهذه الخلاصة قائلا : إن جمال القصة في أمانة الرجل اليماني الحضرمي وفي سائق التاكسي هذه هي الأخلاق الإسلامية إذا انتشرت لأن الرادع هو الدين الإسلامي ولو كان هذا موجود اليوم لأغلقت المحاكم والشُرط وقلت المشاكل . وكل ما رأيت العائلة على الخوف من الله واتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما انضبط المجتمع .
في الختام همسة : سؤال يطرح نفسه للحضارم خاصة سمعتم القصة عن أمانة هذا الحضرمي وصدقه وأخلاقه وإخلاصه أين هي هذه القيم اليوم في مجتمعنا الحضرمي؟لا نقول أنها تلاشت ، بل موجودة لكن أصابها شلل كبير لأسباب منها : انتشار تعاطي القات بشكل كبير جدا بين سكان أهل حضرموت ، القات سبب كل البلايا ، وبسببه انتشرت الرشوة وضاقت أخلاق المتعاطين وامتداد له المخدرات ، فأزمتنا اليوم هي أزمة خلق ، فيا ليتنا نتعلّم من هذه القصة ونعود إلى ديننا لنبني يمننا ونبني حضرموت ونترك كل ماهو مدمّر لمجتمعنا . بطل قصتنا هذا الصبي الحضرمي انظروا كيف هو ضحّى بسيارته لكي يوفر مبلغ عمه حتى لا يفقد سمعته وثقته فيه ، لا تهم الخسارة المهم أن لا تخسر سمعتك ، فأين هي أمانتنا اليوم من هذا الصبي؟ فالأصل هي الأمانة والبناء هو الأخلاق والتعامل هو الأخلاق والرقي في الأخلاق . فنبينا صلى الله عليه وسلم كان قومه يصِفونه بالأمين ثم صار أمينا على الرسالة وقد بلغها وقال : اللهم فاشهد . وقال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وأحاديث الأخلاق كثيرة . إذن فالأخلاق والإمانة هي من أصل دينك وتعاملك وصدقك وإخلاصك وتواضعك فهي من الفطرة السليمة . وأما من سلك طريق الانحراف عنها فهو تقليد أعمى البصيرة والفطرة السوية . فلا تبدلوا بديل الأصل تقليد .

قصتنا القادمة : مثيرة مشوقة فيها الكثير من الأحداث مواقف مؤثرة مرعبة أحيانا ابتلاء ورؤيا ، القصة أطوارها غريبة وعجيبة ولكنها حقيقية واقعية عنوانها : ( سقوط قرن الشيطان ) نسأل الله أن ييسر ذلك .

إغلاق