شخوص الدفع المسبق… خناجر الإيجار في خاصرة حضرموت
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : فهمي قندل
13 نوفمبر 2025
في زمنٍ تتكاثر فيه الأقنعة وتُشترى الولاءات بالفتات، يطلّ علينا “شخوص الدفع المسبق”، أولئك الذين باعوا أصواتهم قبل أن ينطقوا، ورهنوا ضمائرهم قبل أن يفكروا، دخلوا المشهد كأبواقٍ مأجورة، وظيفتهم تمزيق النسيج الحضرمي من الداخل، بزرع الشك بين النخبة الواعية وشعبها الصابر.
هم لا يحملون قضية بل يحملون فاتورة، لا يؤمنون بالحق، بل بالمكافأة، يتنقلون بين المنابر والولاءات كما يتنقل المرتزق بين جبهات البيع والخذلان، يختبئون خلف شعارات الوطنية والحرص على حضرموت، بينما هم في الحقيقة جسرٌ يعبر عليه المتربصون لتشويه إرادة الشعب وسرقة كرامتهم.
لكن حضرموت بتاريخها العميق ووجدانها الجمعي، أكبر من أن تُخدع بأصواتٍ مؤجرة، فالشعب الذي بنى المجد بالصبر، وواجه الإرتهان بالكرامة، لن يُقاد بسلاسل الدولار الأخضر ولا بدخان الدعاية، سيظل أبناء حضرموت على العهد، يدركون أن الحرية لا تُشترى، وأن من باع نفسه مرةً، سيبيع الأرض مرات.
فليستيقظ الوعي الحضرمي، ولتُكسر أقلام المرتزقة، ولتسقط وجوه الدفع المسبق تحت ثقل الحقيقة، حضرموت لا تحتاج إلى أشخاص منبطحين، بل إلى أحرارٍ لا يُشترون ولا يُستأجرون…
*`المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع`*






