الطوفان الهادئ .. الأحباش
تاربة_اليوم / المركز الاعلامي لتحالف “عماد” م/ حضرموت
10 نوفمبر 2025
ما يجري اليوم في حضرموت ومناطق الشرعية من توافدٍ متزايد *للأحباش*، لم يعد أمرًا عابرًا يمكن التغاضي عنه أو تفسيره بالمصادفة. فالأعداد تتزايد بوتيرة مقلقة، والوجهة محددة بدقة، وكأنّ هناك خطة ممنهجة يجري تنفيذها بصمتٍ وتحت غطاء إنساني أو اقتصادي.
إن هذا الحراك السكاني غير المسبوق يطرح تساؤلات مشروعة حول الدوافع الحقيقية وراءه. فهل يُعقل أن يتجه الآلاف إلى بلدٍ يعاني من الفقر والبطالة وانعدام الخدمات، دون وجود أهداف خفية أو مصالح تُدار من خلف الستار؟ وهل نحن أمام حركة نزوح بريئة، أم عملية اختراق ناعمة تُهيئ الأرض لمرحلة قادمة أكثر تعقيدًا؟
من يقرأ المشهد الإقليمي بدقة يدرك أن مثل هذه التحركات ليست بريئة. فالتاريخ القريب والبعيد يشهد أن الهجرة المنظمة كانت في كثير من الأحيان أداة للتغلغل الديني والسياسي، ووسيلة لبسط النفوذ تحت شعارات المساعدة أو اللجوء. واليوم، تتكرر الصورة ذاتها، ولكن بأدوات أكثر هدوءًا وأقل وضوحًا… طوفان هادئ يتسلل إلى النسيج الاجتماعي مستغلًا الفوضى وضعف الرقابة.
إن السكوت عن هذا المشهد قد يقود إلى كارثة أمنية وديموغرافية في المستقبل القريب. فالقنابل الموقوتة لا تُفجّر فجأة، بل تُزرع أولًا، وتُغذّى بالسكوت والتهاون حتى يحين وقت الانفجار.
وعليه، فإن على السلطات المحلية والجهات الأمنية أن تتحرك بجدية ومسؤولية لوضع حدّ لهذا التوافد غير المبرر، عبر تنظيم الهجرة وضبط الحدود والتدقيق في هوية الداخلين وأهدافهم. كما يجب فتح نقاش وطني شفاف حول هذه الظاهرة، بعيدًا عن المجاملات السياسية والمصالح الآنية.
حضرموت اليوم تقف أمام اختبار وطني حساس، إما أن تحمي نسيجها الاجتماعي وأمنها، أو أن تفتح الباب أمام فوضى جديدة قد يصعب احتواؤها مستقبلاً.
فالطوفان الهادئ إن لم يُواجه اليوم، سيجرف غدًا ما تبقّى من استقرارنا.






