أمانة حضرمي !!الجزء الأول
كتب / عبدالله صالح عباد
السبت 8 نوفمبر 2025
في القصص عبرة وهذه قصة قديمة يرويها الراوي عبدالله المخيلد ولعلنا نأخذ منها الدروس والعبر في زمن فقدت وضعفت فيه الأخلاق نسأل الله السلامة . يقول الراوي :
رجل سعودي مبتدئ أسس شركة استقدم صبيّاً من حضرموت والصبي لازمه وكبر ومشت أمور الشركة وتطورت وترقى هذا الحضرمي حتى صار المحاسب الأساسي للشركة بسبب أمانته وخلقه وتعامله . وفي الأعوام السابقة كان يوم الخميس والجمعة إجازة . صرف صاحب الشركة مبلغ مائة ألف ريال سعودي وكان هذا المبلغ في تلك الفترة كبير وضع المبلغ في ظرف وكتب عليه ونادى المحاسب الحضرمي وقال له : أنا كاتب شيك لأحد الإخوة بيصرفه يوم السبت أريدك صباح السبت تذهب وتودعه حتى إذا جاء الرجل يصرف يلقى المبلغ في حسابه ، قال المحاسب أبشر ياعمي ، أخذ الظرف ووضعه في الدرج ، الشركة بها عمال وموظفين وكان هو آخر من يطلع من الشركة ، بعد انتهاء الدوام أخذ الظرف وكان عنده سيارة وكان يريد السفر بها إلى بلاده اليمن لزيارة أهله ركب سيارته ولكنها لم تشتغل بسبب خلل في البطارية فاضطر أن يركب مع راعي تكسي وقال له أريد مكان الفلاني ومشوا وسولفوا في الطريق حتى وصل موقع سكنه في إحدى العمارات ونزل وذهب إلى مسكنه ولكنه نسي الظرف في السيارة طلع إلى شقته بحث عن الظرف لم يجده فكانت المصيبة لأنه لم يعرف صاحب التاكسي فاغتمّ ، في اليوم الثاني أصبح مباشرة ركب تاكسي وذهب لسيارته العاطلة استبدل البطارية ومشت السيارة وذهب بها مباشرة إلى معارض جدة وباعها ، ولكن قيمتها لم توفِ بالمبلغ المفقود وذهب لجماعته أخبرهم بالخبر فجمعوا له ماتيسر من أموال حتى اكتمل المبلغ وقت مغرب الجمعة . وفي صباح السبت كان هو أول من وصل إلى البنك وأودع المبلغ المائة ألف لصاحب عمه وأخذ نموذج الإيداع وقال حمدا لك يارب أنك سترتني . ثم ذهب إلى دوامه في الشركة كعادته في مكتبه جلس لمدة ساعة . وبعد ذلك ذهب إلى رئيس الشركة عمه ليعطيه معاملات الأوراق ونموذج الإيداع قائلا له ياعمي ترى أودعنا المبلغ في البنك حسب طلبك ، المدير ظل يناظر للمحاسب قائلا له : هذا الإيصال حقيقي أم مزور؟ .
يتبع في الجزء الثاني والأخير .






