هشام أبو علي.. رمز الإخلاص وعنوان العطاء في مدينة السوم

( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : انس علي باحنان
8 نوفمبر 2025

إن الشاب هشام علي بايعقوب ابو علي، هو بحقٍّ رمزٌ من رموز التفاني والإخلاص، إذ نذر نفسه لأداء رسالته في المجتمع، وسدّ ثغرةٍ من ثغوره، بأن تبقى بيئته ومدينة السوم الغالية، بأحيائها وشوارعها، نظيفةً مشرقةً على الدوام.
كلُّ صباحٍ باكر، يغسل هشام مدينته بجهده وعرقه، فتشرق شوارعها بندى العطاء الذي يتصبّب من جبينه الطاهر، فحفظه الله ورعاه، وجزاه خير الجزاء على صنيعه النبيل.

وليس هذا فحسب، فالشاب هشام بن علي أبو علي يتمتّع بأخلاقٍ فاضلةٍ وسمعةٍ طيبةٍ يعرفها عنه كلُّ أهل منطقته، فهو دائم الحضور في خدمتهم، لا يتأخر عن عونهم، ولا يكلّ عن البذل والعطاء.
ومن هنا جاء تكريمه المستحق من قيادة السلطة المحلية بوادي وصحراء حضرموت ممثلةً بوكيل المحافظة ونائبه، تكريمًا يحمل في طيّاته رسالة وفاءٍ وتقديرٍ لكل رموز المجتمع المخلصين، الذين يسهرون على خدمة الناس بصمتٍ وإخلاصٍ.
وهكذا ينبغي أن يُكرَّم المخلصون، ويُحتفى بالمجتهدين، مصداقًا لقول النبي ﷺ: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله».

لقد كان صباح الخميس الماضي صباحًا بهيًّا مفعمًا بالسعادة، إذ تشرفتُ بحضور الحفل التكريمي بمناسبة اختتام أسبوع فعاليات يوم النظافة العالمي الذي نظمه صندوق النظافة والتحسين بمديريات وادي وصحراء حضرموت، برعاية كريمة من قيادة السلطة المحلية.
وقد غمرني الفرح وأنا أرى عمال النظافة وممثلي المؤسسات الفاعلة في هذا القطاع يُكرَّمون عرفانًا بجهودهم النبيلة، فهم بحق جنود الجمال والنقاء، يسهرون على نظافة مدننا وقرانا وشوارعنا، حتى تظلَّ زاهيةً مشرقة.
جزاهم الله عنّا خير الجزاء، فهم بحق قادة المجتمع الحقيقيون: «خادم القوم سيّدهم»، لما يقدّمونه من خدمةٍ جليلةٍ في ساعات الفجر الأولى، ونحن نغرق في دفء النوم وراحة الأسرّة.

نعم، إن تكريم أبي علي كأحد المبرزين في صندوق النظافة والتحسين بمديرية السوم هو تكريمٌ مستحقٌّ وعن جدارةٍ، فهو العامل المخلص، المجدّ، الصادق في أداء واجبه، المتفاني في حبّ مدينته وخدمة مجتمعه.

إننا نؤكد أن الشاب هشام بن علي أبو علي وكل زملائه العاملين في هذا القطاع الحيوي، يستحقّون من السلطة المحلية والمجتمع الرعاية الكاملة والاهتمام المستمرّ، لما يقدّمونه من أعمالٍ جليلةٍ تمسّ حياة الناس جميعًا.
ويأتي في مقدمة ذلك تثبيت العاملين المتعاقدين، ممن أفنوا أعوامًا طويلة في خدمة هذا الوطن وهم على عقود مؤقتة، وكذلك تحسين رواتبهم الزهيدة التي لا تفي بأبسط متطلبات الحياة الكريمة، إضافة إلى إعفائهم من بعض الضرائب والرسوم الحكومية كضريبة العلاج والكهرباء والمياه والتعليم.

كما ينبغي العمل على تطوير مهاراتهم وقدراتهم من خلال الدورات التدريبية المتخصصة داخل الوطن وخارجه، ليواكبوا الأساليب الحديثة في أعمال النظافة العامة، على أن يُصاحب ذلك تحديث الوسائل والمعدات التي تعينهم على أداء مهامهم بأمانٍ وكفاءةٍ أعلى.
بل نطمح إلى ابتعاث نخبةٍ من عمال النظافة والإداريين والفنيين إلى دوراتٍ خارجيةٍ في الدول المتقدمة، ليطّلعوا على أحدث التجارب ويستفيدوا من خبرات الآخرين، فيعودوا بما ينفع الوطن والمجتمع.
أما استمرار العمل بالأساليب البدائية القديمة فقد آن له أن يُستبدل بأساليب حضارية حديثة تليق بمستوى تطلعاتنا.

وفي الجانب الآخر، علينا أن ننهض بوعي المجتمع، وندرك أن النظافة مسؤولية جماعية لا تنحصر في عامل النظافة وحده، بل هي واجبٌ وطنيٌّ وإنسانيٌّ وأخلاقيٌّ يشارك فيه كلُّ فردٍ من أفراد المجتمع، لتبقى بيئتنا صحيةً جميلةً نظيفةً على الدوام.

وفي الختام، نرفع تحيةَ إجلالٍ وإكبارٍ لهذه الشريحة النبيلة من أبناء الوطن، ونجدد تهانينا للشاب هشام علي بايعقوب (أبو علي) على هذا التكريم المستحق، كما نبارك لـ صندوق النظافة والتحسين بمديرية السوم ممثلًا بمديره الأستاذ سعيد أحمد التميمي على جهوده المخلصة في الارتقاء بعمل الصندوق، ونهنّئ جميع فروع الصندوق في مديريات الوادي والصحراء، وجميع عمال النظافة المكرمين.
فمباركٌ للجميع، ومزيدًا من العطاء والإبداع في خدمة المجتمع والوطن، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والرقيّ لوطننا الحبيب .

*`المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع`*