حضرموت.. الكنز الذي يرفض الأسر
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : فهمي قندل
8 نوفمبر 2025
حضرموت تلك القاطرة المضيئة في عتمة الصراع، تُختَزل اليوم إلى غنيمةٍ يتنازعها المتحكمون وكأنها مالٌ سائب بلا صاحبٍ يحميه، يتخاطفها الطامعون من كل الجهات، يسحبها كلا إلى قصره ليزيّن بها عرشه، غير مدركين أن حضرموت ليست تابعًا ولا ساحةً للتقاسم، بل روحٌ من حريةٍ تأبى الإنكسار.
هي القاطرة التي حرّكت التاريخ ذات يوم، وبنت مجدها بالحرف والتجارة والفكر، حين كانت غيرها ما تزال في ظلام الجهل والتبعية، أرضٌ أنجبت رجالاً ملأوا الأرض صدقًا وكرامةً، لا يمكن أن تتحول إلى مقطورةٍ تجرّها خيوط الأطماع السياسية.
هي الكنز الذي لا يُقاس بثروات النفط والمعادن، بل بكرامة الإنسان الحضرمي، وبذاكرةٍ من العراقة والعلم والعمل امتدت في كل أصقاع الأرض، حضرموت لم تكن يومًا على هامش التاريخ، بل كانت مركزه، وكانت القاطرة التي حملت فكرة الدولة، وروح التجارة وعزيمة البناء.
اليوم آن لحضرموت أن تقول كلمتها، أن تنتزع قرارها من أيدي المتصارعين باسمها، أن تعود إلى ذاتها الحرة، لتقود لا لتُقاد، فحضرموت لا تُساق كمقطورة إلى القصور، بل تُشيَّد القصور باسمها، *إنها الكنز الذي يرفض الأسر*، والأرض التي لن يطول صمتها.
*حضرموت لن تساق كالمقطورات بعد اليوم… إنها هي من تختار الطريق*
*`المقالات التي يتم نشرها لاتعبر الا عن راي الكاتب فقط ولا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع`*






