اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الجهل والعلم لأيستويأنفرق بين الجنة والنار

الجهل والعلم لأيستويأنفرق بين الجنة والنار

تاربة_اليوم /كتابات واراء

مقال للكاتب الحضرمي يسلم بن علي

3 نوفمبر 2025

في زمنٍ تتقاطع فيه القيم، وتتبدّل فيه الموازين، أصبح الجهل يُصفّق له في المنابر، والعلم يُهمَّش في الزوايا. مشهدٌ مؤلم يتكرر في مجتمعاتنا، خاصة حين ترى المتعلم يطأطئ رأسه أمام الجاهل، ويتنازل عن مكانته لأصحاب الصوت العالي والسطحية الفارغة.

لقد تغيّر مفهوم “القيمة” حتى صار يُقاس بالمال لا بالعقل، وبالنفوذ لا بالمعرفة. الجاهل اليوم يتقدّم لأنه لا يعرف حدودًا، والمتعلم يتراجع لأنه يعرف أن للكرامة والثقافة خطوطًا لا تُتجاوز.

وهنا تبدأ المأساة… مأساة مجتمعٍ يكرّم من يصرخ، ويقصي من يفكر. الجاهل لا يحمل رؤية، لكنه يحمل جرأةً على الخطأ، بينما المتعلم يحمل فكرًا، لكنه يخاف على مبادئه من التلوث، فيصمت.

أيها المتعلم، متى فقدت بريقك؟ متى ارتضيت أن تكون تابعًا لمن لا يملك من العلم إلا الاسم؟ لقد أنفق المجتمع عليك سنواتٍ من التعليم، واستثمر فيك عقول الأجيال، فكيف تُسلم زمام الواقع لمن لا يفرق بين الجهل والجهالة؟

إن العلم لا قيمة له إن لم يُدافع عنه أهله. لا يكفي أن نحمل الشهادات في أيدينا ونُعلّقها على الجدران، بل علينا أن نحملها في مواقفنا، في قراراتنا، في سلوكنا اليومي.

اليوم، على المتعلمين أن يستعيدوا دورهم الحقيقي؛ أن يكونوا صوت الوعي في زمن الضجيج، وأن يتحدوا ثقافة “التحايل” التي جعلت الجاهل ثريًا والعالم فقيرًا.

لا تسمحوا للجهل أن يحكم عقول الناس ولا لمناصب الجهال أن تسرق هيبة العلم. فحين يسكت المتعلم، يتكلم الجاهل… وحين يتكلم الجاهل، تضيع الأوطان.

نداء للجاهل: أنت زائل وزوالك على يد المتعلم المحب لوطنه. أما المتعلم الخانع المسالم، نقول له: أنت لا شيء في مجتمعك وفكرك. انهض بعلمك بشهادتك واعمل لوطنك، لا تكن مطيعًا ذليلًا لمن يدفع.

الوطن أغلى من كل المغريات… انهض، الوطن ينتظرك. ولكي تتحملوا العبء الأكبر ورمي الجاهل والجهل في مزبلة التاريخ…
ولكن، كيف يمكننا أن نغير هذا الواقع؟ كيف يمكننا أن نعيد للعلم قيمته ومكانته؟ كيف يمكننا أن نوقف انتشار الجهل والجهالة؟

هذا هو التحدي الذي يواجهنا جميعًا. علينا أن نعمل معًا، أن نتحد، أن نرفع صوتنا، أن ندافع عن العلم والفكر. علينا أن نكون القدوة، أن نكون النموذج، أن نكون الحلم.

فلنبدأ من الآن، فلنبدأ من اليوم. فلنكن صوت الوعي، فلنكن صوت العلم، فلنكن صوت التغيير.

إغلاق