وحده الصف والحوار المسؤول مفتاح النصر
كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الاثنين 3 نوفمبر 2025
الحمد لله، لا معبود سواه، وصلاة ربي على نور الهدى ومن اقتدى بهداه.
أحبّتي، كتبنا بصرخات الألم حين افتقدنا بصيص الأمل، وتجاوزتنا الأحلام، وقد بلغنا من العمر عتيًّا، ولم يبقَ لنا إلا الذكريات الجميلة. نطّلع على مواقع التواصل وما يُدار فيها من شواهد تنذر بكارثة حقيقية للجنوب وأهله، وللأسف هناك من يغيب عنهم الجواب.
تذكّرتُ كتابات أحد الإخوة في الأيام الجميلة التي مرّت بها عدن، ومع إشراقة كل صباح كان الكل ينشط ويستبشر بصباحٍ جميل، وشوارع عدن تجوبها حافلات النقل لنقل موظفي المصانع والمؤسسات، حتى استُبيحت أراضي الجنوب بعد عام ٩٤، ودُمّرت المصانع والبنية التحتية، وتراجعت نهضة الشعب والمجتمع .
وفي حضرموت الخير، أجمل ما تحقّق من النظام الشيوعي – كما يُقال – أنه كان يمنع إدخال القات، فكانت حضرموت نسيجًا اجتماعيًّا مترابطًا يحمل كل صفات الخُلُق والأمانة والتعايش بمبدأ السلوك الحضاري والإيجابي في كل مناحي الحياة ومقوّماتها.
وها نحن اليوم أمام تدميرٍ ممنهج، ريت قومي يدركون ما نسمع من تطاولٍ على تلك المصانع والمساحات والمواقع. ما تُسمّى جزيرة العمال لم تُستهدف عبثًا، بل ضمن مخططٍ ممنهج. وما يحصل في كل المحافظات الجنوبية من تطاولٍ على مواقع المصالح العامة والمتنفّسات ليس عبثًا، بل مقصود، لإدراكهم أن تدمير الإنسان يبدأ بتدمير العقول.
فتحوا أسواقًا للقات، ونشروا المخدرات والشبو، وأعادوا النعرات، بعدما كان العقل الحضرمي ينهض بالحضارات.
حتى لا أطيل عليكم، لنا عدة مقالات في النصح والتحذير من القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أي لحظة، ونحن مشغولون ببعضنا البعض وغافلون عن كل المخاطر التي تهدد وطننا الحبيب.
هناك من يتغنّى بالنازحين، بينما نرى انتشار الجماعات الأفريقية والمهمّشين في جميع مناطق الجنوب، وقد امتلكوا كل أنواع السلاح وتمركزوا في أهم المواقع ومداخل المدن، وليس ذلك عبثًا.
وأضف إلى هؤلاء ما يُسمّى بالنازحين من كل حدبٍ وصوب من المحافظات الشمالية.
ما يُحاك لحضرموت خاصة، وللجنوب عامة، أمرٌ خطير يهدد بكارثة حقيقية، ويهدد السلم المجتمعي والأمن والاستقرار.
فمتى نصحو؟ وأي تنميةٍ ونهضةٍ يمكن أن تزهو بها البلاد، والأخطار تحدق بنا من كل حدبٍ وصوب؟






