حضرموت.. أين الطريق وسط زحام الوصايات وسوق الفساد؟
صادق المقري/السبت/1-11-2025م
. ماذا يحدث في حضرموت؟
ها هو المشهد اليوم يتحول إلى فوضى عارمة، تختلط فيها الأوراق، وتتشابك المصالح. فمن المسؤول عن تلك الأسواق السوداء التي انتشرت كالنار في الهشيم؟ ومن أين تأتي تلك “البوز” التي تبيع الديزل على قارعة الطريق، وكأنها سوقٌ مفتوحٌ للإهدار الوطني؟
لقد اختلط الحابل بالنابل.
كلٌّ ينصب لنفسه نقاطاً ويُطلق صكوك الوصاية على الآخرين. الجميع يتحدث باسم حضرموت، لكنَّ المطالب – للأسف – أصبحت تُصاغ على مقاس الهوى، وتُلبس ثوب المصلحة الشخصية الضيقة. وكأن البعض وجد في الأزمة سوقاً يتسوَّق فيها، لا وطناً يُدافع عنه.
وفي قلب هذه العاصفة، تقف “بترومسيلة” شاهداً ومتهمًا. آن الأوان لكي تتصرف كمؤسسة دولة مسؤولة، جديرة بالثقة التي منحها إياها الشعب. عليها أن تغادر دائرة الشبهات التي التصقت بها، وأن توقف فوراً سياسة “مقايضة الديزل بمستحقات المقاولين”، فهذه السياسة لم تنجب سوى سوقاً سوداء تهدد استقرار الإمداد وتخنق المواطن.
ولـ “شركة النفط بالوادي” رسالة يجب أن تترسخ في فهمها وعملها: لقد أُنشئت لخدمة المواطن وتوفير احتياجاته، وليس لتحويله إلى رهينة في سوق الجشع والربح السريع. فكيف تُدار مؤسسة خدمية بهذه العقلية التجارية القاسية، التي ورثناها من ظروف البلاد الأليمة؟
إنها ليست مجرد أخطاء ادارية، بل هي جرحٌ ينزف في جسد الوطن، ودموعٌ حارة على خدود أبناء حضرموت الذين يستحقون حياة كريمة، لا أن يكونوا وقوداً لفساد الآخرين…






