نقطة أتصال .. حضرموت تجمعنا 3
كتب/ جابر عبدالله الجريدي
السبت 1 نوفمبر 2025
*بسم الله ابتدأ وبه استعين على أمور الدنيا والدين، وبعد:*
كان حقاً مثالاً رائعاً والتشبيه يُجسد أمراً واقعاً، أحسنت يا أستاذ فإن أردت حقاً ان تبني وطناً آمناً مستقراً عليك أن تهتم بالمدرسة ومعلمها، لأنهم يعطون الأجيال حصناً متيناً من الفكر وروح الإنسانية ويقومون بتصفية الأفكار الشاذة والمنحرفة، لذلك فإن المجتمع الأضعف تعليماً هو الأكثر جريمةً والأقل تنمية فضلاً عن الإضطراب وعدم الإستقرار.
في الصف الثالث إبتدائي بأحد مدارس وادي حضرموت دخل عندنا الأستاذُ بصفنا وأعلن أن على الجميع أن يجمعوا إليه الأقلام (أقلام رصاص) استغربنا جميعاً من ذلك الطلب وأبدأ كل واحدٍ مننا سؤاله! جمَّعنا كلنا أقلامنا عنده وكان الفضول يسيطر على عقولنا، دعا الأستاذ أحد الطلبة ليقف بجانبه ونادى علينا جميعاً ان انتبهوا وركزوا ونحن يقتلنا الفضول..
عندما وقف الطالب عنده أعطى الأستاذ هذا الطالب قلماً واحداً وقال له إكسره، الطالب بكل بساطه إستطاع كسره، فزاد له ثلاثة أقلام وكرر عليه أن يكسره حاول ولكن لم يكن الأمر بتلك الصعوبة كسر الأقلام ولم تصمد أمامه طويلاً.. نادى الأستاذ نداء تحدي لذلك الطالب كسرت الواحد واستطعت تكسير الثلاثة الآن اتحداك ان تكسر هذه الأقلام وناوله عشرة أقلام!
حاول الطالب مراراً وتكراراً لم تكن النتيجة الا ان آلمته يده فقط ولم يستطع كسر الأقلام وقال للأستاذ أعلن استسلامي، قال له إرجع مكانك وشكراً لك.. وقال لنا يا طلاب إن الإتحاد والتلاحم والتعاون بين الأخوة والزملاء يصنع قوةً لا يستطيع أحد كسرها مثل الأقلام العشرة.. وإن التفرقة والتشرذم والعمل بروح الفردية الأنانية لن يصنع لكم سوى موقفاً هزيلاً يستطيع الطامع بذلك ان يسيطر عليكم واحداً تلو الآخر.. لذلك فإن الإتحاد قوة وفي الفرقة هُزالٌ وضَعف.
نتمنى هنا يا أبناء حضرموت أننا قد استلهمنا درساً مفيداً، فإن بقت فينا التفرقة والعنصرية والأنانية الفردية فإننا لن نصبح إلا أدوات تُستعمل فقط لمخططات غيرنا، ولن يكون لنا قراراً في أرضنا نستطيع به أن نرسم الخطة العظيمة لمستقبل بلادنا حضرموت، فالإجتماع والإجماع والتعاون والتكاتف والعمل جميعاً بروح الفرد الواحد هو من سينقذنا من مآسي خلافاتنا وإنَّ في “الإتحاد قوة” فـ حضرموت هي نقطة وصالُنا وقراراً يجمعنا.






