عبارات يرددها الشباب .. لكنها قد تجرهم إلى الهاوية!
بقلم/ أ. علي عباس بن طالب
الأربعاء 29 أكتوبر 2025م.
ما أشد الألم وما أقسى أن تسمع شابًا في ريعان شبابه، غارقًا في غفلته، تقدم له النصيحة بصدقٍ وحرقة، فتجده ، يقول لك بكل برود وإستهتار وبكل جرأة:*
*“ما سيبك في أنا وربي بانسد!”* وكأن الأمر لعبة بينه وبين الله .. وكأن خالقه الذي خلقه ورزقه وأمهله .. قد أصبح في نظره شأنًا مؤجلًا، ستقف وحدك بين يدي ملك الملوك، لا حيلة ولا شفاعة ولا تبرير .. وسيسألك الله:
> عبدي، ألم أجعل لك سمعًا وبصرًا وقلبًا؟
ألم أرسل إليك من يذكّرك بي؟
ألم تعلم أني غفورٌ لمن تاب، لا لمن تمادى؟
*وآخر يقول بثقةٍ مخيفة:*
“الله غفور رحيم!”
*نعم ..* الله غفور رحيم، لكنهم نسوا أن الله أيضًا شديد العقاب، نسوا أن رحمته تُرجى للتائبين لا للمتجاهرين بالعصيان، نسوا أن المغفرة لا تُعطى لمن يُصرّ على الذنب، ويبرر المعصية، ويستهزئ بالناصحين .. واعلم يا من تقول (الله غفور رحيم) نعم، هو غفور رحيم .. لكنك نسيت أنه أيضًا شديد العقاب.
*يا شباب الأمة…*
ليس الدين مزاحًا، ولا الآخرة احتمالًا، ولا النار مجرد كلام .. *إنها حقيقةٌ* تقف بيننا وبين الأبد، فإما جنة عرضها السماوات والأرض، أو نار وقودها الناس والحجارة!
كم من نفسٍ قالت “بانسد” ثم جاءها الموت بغتة .. كم من شابٍ قال “الله غفور رحيم” وهو ماضٍ في الحرام، *فجاءه ملك الموت* وهو على معصيته، فمات على سوء الخاتمة .. أتضمن أنك ستعيش حتى تتوب أتضمن أنك ستفي بوعدك لله وأنت تغرق في الذنب كل يوم؟
*اعلم يا من تردد هذه العبارات…*
أن الشيطان يفرح بك حين تقولها،
فهو لا يريدك أن تكفر، بل أن تؤجل التوبة حتى يفوت الأوان ، يهمسه في أذنك: “باقي وقت، الله غفور رحيم” .. حتى إذا جاءك الموت قال لك: “هيهات!”
*يا شباب الأمة…*
عودوا إلى الله قبل أن يأتي يوم لا عودة فيه، توبوا قبل أن تغمض أعينكم فلا تُفتح بعدها إلا على صرخة:
> “ربِّ ارجعون لعلي أعمل صالحًا فيما تركت!”
ولكن هيهات… هيهات!
*🔹 نعم، الله غفور رحيم، ولكن رحمته لا تكون لمن يستهين بعظمته.* الله رحيم بمن يخافه، لا بمن يعانده ، الله غفور لمن تاب، لا لمن تمادى .. فارجع إلى ربك قبل أن يُقال: “فُلانٌ كان يقول بانسد، وها هو الآن في قبرٍ لا يسمع فيه إلا صوته يُناجي الندم!”
*يا من تُماطل بالتوبة…*
عد اليوم قبل أن تبكي غدًا، تب إلى الله قبل أن تُطوى صحيفتك وأنت غارقٌ في الذنوب ، *قل:* يا رب، تبتُ إليك .. ولا تقل بانسد .. *قل:* الله غفور رحيم .. ولكنني أخاف عذابه وأرجو رحمته.
فبين الخوف والرجاء يعيش الإيمان، أما الغفلة والاستهتار .. فهي طريق الهلاك!
اللهم أيقظ قلوب شبابنا من غفلتها،
وذكرهم بعظمتك قبل أن يفوت الأوان، واجعل آخر كلامهم لا “بانسد”، بل “تبتُ إليك يا رحيم”!






