اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

نجاح الحلف وموقف المشككين

نجاح الحلف وموقف المشككين

كتب / أ.د. خالد سالم باوزير
الاربعاء 29 اكتوبر 2025

يصف بعض أتباع المكونات السياسية حلف حضرموت ومطالبه من الرئاسة والدولة بأنه تمرد، وربما من يكتب ذلك لا يعلم ما هو التمرد في معناه العام، فالتمرد يعني الخروج على الأوامر، ورفض السلطة، والعصيان عليها.
أما الحلف فليس متمردًا على أحد ..

وعلى كل حال، فإن التمرد لا يكون إلا عندما تكون هناك دولة تقوم بواجبها في محاربة الفساد، وتوفر رواتب الموظفين، وتقدم خدمات الصحة والتعليم والمياه، وتؤمّن استقرارًا تموينيًا وكهرباءً مستمرة في مدن البلاد، وأمنًا عامًا شاملًا، وتتيح فرص عمل للشباب، وتحافظ على سيادة البلد واستقرار العملة الوطنية، لكن كل ذلك غير موجود في حضرموت، ولن نتحدث عن غيرها من المحافظات، فكل منطقة أدرى بشؤونها ..

فهل من يطالب بخدماتٍ من خيرات بلاده يسمى متمردًا؟! ومن يقف خلفه آلاف مؤلفة من قبائل ورجالات حضرموت ومن مختلف شرائح المجتمع الحضرمي؟! ، لا يستقيم هذا الوصف، لكنه — للأسف — يصدر أحيانا من حضارم لا يعون تمامًا ما يكتبون .

منذ فترة وحملاتهم مستمرة على الحلف ورئيسه، لكننا لم نسمع أو نرَ يومًا كلمة إساءة أو رد من رئيس الحلف تجاه هؤلاء، رغم ما يوجَّه إليه من اتهامات وانتقادات، فالحلف يعمل من أجل حضرموت وأهلها، ومن أجل عزتها ورفع شأنها وتحقيق مطالبها الملحة، وأنتم من أهل حضرموت، ونحن جميعًا شعب حضرموت الواحد ..

يجب أن يدرك كل من تختلف وجهة نظره مع الحلف، أن كثيرًا من أولئك الذين هم من خارج حدود حضرموت لا تهمهم حضرموت ولا شعبها، بل يطمعون فقط في مواردها وثرواتها، وإن تمكنوا من الأمر سعوا إلى حكمها ونهب خيراتها، بل وربما احتلالها واستغلالها ..

قد يظن البعض أن هناك شراكة مع الآخرين، لكن الوقائع لا تؤكد ذلك، ولا توجد شواهد حقيقية تدل على وجود شراكة فعلية، بل إن الواقع يُظهر تهميشًا وإقصاءً وتبعيةً وسيطرةً في كل شيء: في الوظائف، والهيئات، والمناصب، وربما تُدفع أموال هنا وهناك، لكنها سرعان ما تتبخر، ولا يبقى إلا حضرموت وأهلها ورجالها والتاريخ لا يرحم ..

آمل أنني قد أوضحت بعض الجوانب في هذا الموضوع، ورغم كل ذلك، فإن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، والسياسة هي فن الممكن
والاختلاف سنة من سنن الحياة، لكن يجب أن يكون من دون إساءة للرموز ..

مهما حصل من اختلاف يجب أن تبقى شعرة معاوية قائمة وممدودة؛ العاقل يتمسك بها ولا يقطعها، لأن الأحياء يلتقون في يومٍ ما، والوطن للجميع .

آمل أنني أوصلت ما أقصده، والله ولي الهداية وهو الهادي إلى سواء السبيل .

إغلاق