اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

حضرموت أكبر من ان تمثل بأصحاب النفوس الضيقة المليئة بالاحقاد.

حضرموت أكبر من ان تمثل بأصحاب النفوس الضيقة المليئة بالاحقاد.

كتب/صادق المقري/الثلاثاء/28-10-2025م

قدمت المنطقة العسكرية الأولى أكثر من 400 شهيد من الضباط والجنود، كقربان لوقف زحف تنظيم القاعدة على وادي حضرموت وصحرائه. كانت التضحيات عظيمة، والمعارك شرسة، امتدت من منطقة العبر شرقاً حتى محور ثمود، واستمرت لسنوات. ولولا هذه التضحيات، لكان مصير مدن الوادي ومؤسساته نهباً وتدميراً، كما حدث في محافظات أخرى انتشر فيها الإرهاب والفوضى.

لكن… يظهر لنا اليوم “فِعلٌ بطولي” جديد! إذ يطلّ علينا بعض “المرتزقة” ممن يمتلكون جرعة زائدة من الجرأة، فيستخدمون أساليب عنصرية مقيتة و”ذباباً إلكترونياً” على مواقع التواصل، ليتساءلوا: “لماذا يحق لابن القائد الفلاني أو ابن الشهيد كذا أن يدخل كلية الشرطة، وهو ليس من أبناء حضرموت؟”

أقول لكم: لماذا؟ لأنه ابن قائد قضى معظم عمره في محاربة الإرهاب والخارجين عن القانون، وهو لا يزال يقدم التضحيات لخدمة حضرموت وأهلها. نعم، هو من مواليد محافظة الجوف،لكن ابنائه من مواليد محافظة المهرة الذي سبق وعمل فيها لسنوات قبل ان ينتقل عملة الى سيئون عرف فيها معنى الوطن، ووجد في أهلها الإنسان، وقدّم لها كل إخلاصه، فكان يُقابل بالتقدير والاحترام في كل المهام التي تولّاها هناك.

بينما اليوم، في حضرموت، نواجه “أبطال الكيبورد” وأصحاب النفايات الفكرية، الذين يختزلون الوطن في جغرافيا ضيقة، ويتفننون في إطلاق السموم بدلاً من أن ينظروا إلى الجدارة والتضحيات. هؤلاء الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، ويحملون في قلوبهم أحقاداً لا مكان فيها لمعنى الوطن الحقيقي.

فهل أصبح الانتماء للوطن مسألة شهادة ميلاد فقط، وليس تضحيات وإخلاصاً؟ يبدو أن بعضنا لا يزال يعيش في زمن “المناطقية” المتعفن، بينما الآخرون يدفعون بأرواحهم ثمناً ليبقى الوطن آمناً للجميع!.

تذكير الصورة التقطت أثناء سيطرة تنظيم القاعدة لارهابي على مدن ساحل حضرموت.

إغلاق