( الأمانة ) في ثقافتنا وأمثالناالحضرمية ..!!
بقلم / احمد باحمادي
السبت 25 اكتوبر 2025
تعاملت الثقافة الحضرمية مع كثير من القيم ـ ومنها قيمة الأمانة ـ بشيء من الحيطة والحذر .. إذ اعتبرتها شيئاً ثقيلاً وحِملاً كبيراً تنوء به الجبال ..
ولعل مصداق ذلك مستنبط من قوله تعالى في الآية الكريمة : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ).
فأحد الأمثال يقول : ” الأمانة ما شلتها جبال ” .. ويكفيك ما في هذا المثل العريق من موقف محذّر بشدة من حَمل الأمانة والحث على الفرار منها وتجنبها ..!!
وثمة مثل آخر أشدّ وقعاً وأكثر حرصاً على الميل عن حمل الأمانة والبُعد عن تجشم صعابها .. وهو المثل الحضرمي القائل : ” الأمانة إن زانت لأهلها .. وإن عابت قالوا : بوزيد عايب ” ..
وهنا يبين المثل أن الأمانة إن لم تعدْ على حاملها بالسوء فهي لن تعود عليه بالفائدة في الغالب ..
وإذا فهمنا ما في طيّ تلك الأمثال الشعبية الحضرمية التي تؤنسنا بكلماتها البسيطة والرقيقة من تحذير شديد عن حمل الأمانة فمن باب أولى أن ندرك أن ثقافتنا الحضرمية تعلمنا ـ أيضاً ـ أن الأمانة أفضل من الخيانة ..
ويوم أن ابتعد المؤتمنون عن تبوؤ مكانتهم التي تليق بهم ركب الموجة الخائنون الذين أضاعوا ما في أعناقهم من أمانات وعهود.
وعلى طول مسيرة التاريخ ظلت ( الأمانة ) ملمحاً مميزاً للحضارم في أصقاع الأرض قاطبة .. فكانت لهم رصيداً في محبة العالم لهم ومفتاحاً لدخول الكثير من الأمم في دين الله أفواجاً .. وأثراً جميلاً يصعب محوَه في الأجيال القادمة.






